حالُه...!!

كم هي الحياة ضيقة لقلب واسع..

وكم هي شاسعة لوجدان ضيق..

يبتكر الحيل ليقوى فيخترع الأمل..

ويمضي على مهل والأرض تدور به على عجل..

لا يلحظ دولابها لكنه يلف مع عجلتها..

القلب الكبير يستوعب كل التراتيب للمفاجآت الصادمة، والحالمة، ...

ولكل الحضور المباغت، والغياب المنسل..

يتوجس من ضيق الأرض بأجنحته،.. ويجنِّح بسعته ..

يتعامل مع الأشياء وكأنه يعرفها،...

وتسخر هي منه لأنه لن يعرفها..،

تمتزج به الأشياء كأنها منه..،

ولا يدري بها كأنها غريبة عنه..!

يستفرغ أحزانه كأن الدنيا لم تكن إلا لتصهره...،

ويبتلع غفلته كأنه للتو ولد بلا نقطة في سجله..

كفُّـه إما حطَّابة في ليل...، أو حفَّارة في صخر..!!

الليل ، والصخر يتآمران على لدونتها، أو يتصديان لقسوتها..

أقدامه إما تدك بعمى..، أو تشق ببصر..،

الظلمة ، والنور يتصارعان في حلبة انتصار طريقه، أو انهزامها..

كم هي الطريق ضيقة،.. وصغيرة لأقدامه الكبيرة..

وكم هي شاسعة لا تلحق مداها أقدامه الناعمة الصغيرة..!

وكم هو المدى ضيق لذات بصيرة تتمادى...

وكم هو واسع بعيد لذات لا ترى..!

المدى والأبعاد والسرمدية والديمومة والتنامي والتوالد والاستمرار والحياة للقلوب الكبيرة حياة زاخرة، ونبع يتدفق..

وهي للقلوب الصغيرة مجامر..، وبراكين..، ومدافن..، وغاسق..، وويلٌ..