في الميزان..!!

حيث لا قاعدة لا تقوم أعمدة..،

ودون رواسي تميد الأرض..

وبلا ماء ينتفي البحر، والنهر، والعين، والبئر..!

وبدون ألفة يتفكك الكون..

وبلا شمس يتسرمد الليل،..

وبدون لغة مشتركة لا تتعارف الشعوب..

وكذلك بدون السبب لا يتم الأمر..

ويقاس على الرابطَـيْن أو المتعلِّـقـَيــْن بكلِّ اثنين في الحياة دوامهما وانتفاؤهما.. ، اختباؤهما

وظهورهما..، نقصهما تمامهما..، تعطيلهما و سيرورتهما..،

إذ كل نقيضْ لا يُدرك بدون وجود نقيضه...!!

تماما كما هي العلاقة بين الفعل ومعموله..، والشيء وعامله..، والسبب ونتيجته..!

كيف هي الموجودات، في حالاتها تحقيقا، وثباتا، رسوا، وتمكنا، وثوقا ، واعتمادا..؟!

بمعنى أشف بدون الثقة، وبدون الأمانة، وبدون النبل، وبدون الإدراك، وبدون المعرفة، وبدون الوعي ، وبدون الصدق، وبدون النزاهة، وبدون الحياء، كيف يتحقق الاطمئنان، والاعتماد، والمروءة، والفهم، والعلم، والتجربة ، والحق، والعدل..؟

كيف تعرف وتتجلى مضاداتها..؟ وأوجهها الأخرى..؟ وكذلك تُشَفُ نتائج فقدها وانتفائها..، أو نتائج وجودها ومثولها..؟!

فإن ذهبنا نطبق هذه الحقيقة على كثير من الناس في الحياة من حولنا.. ممن يرتدون ثيابا فضفاضة لكثير مما يوسمون به ذواتهم من الصفات البراقة اللامعة، ذات القيمية العالية، وقسناها على سلوكهم.. فهل ستكون النتائج صادمة..؟

على شرط أن لا نغفل حقيقة ضعف الإنسان، واختلافه عن الآخر، فذلك الضعف الذي إن جاهده المرء في نفسه وضعه جهاده من الميزان في كفة راجحة ، وإن لم يفعل وضعه في كفة ما يعري الطبيعة البشرية فيه ،..

وبهذا لا ننزل المساطر على كل البشر وندعوهم لأن يتماثلوا، أو نتوقع منهم في المواقف النتائج ذاتها..

مع أن ميزان البشر في كفتيه يظهر النقيضين..!!