أنشئت وبدأت الدراسة في أول كلية متوسطة في عام 1396-1397 هجري، وكان الهدف الأول والأساسي من إنشاء تلك الكليات هو رفع مستوى إعداد المعلمين والمعلمات، حيث كانت أول كلية متوسطة هي الكلية المتوسطة في الرياض تلاها تبعاً إنشاء كليات متوسطة في مناطق مختلفة من وطننا الغالي المملكة العربية السعودية كالدمام والقصيم وجدة وغيرها من مدن المملكة الكبيرة. وفي عام 1409 صدر أمر ملكي بتحويل تلك الكليات المتوسطة إلى كليات تربية (كليات للمعلمين)، الهدف لم يتغير بل ظل كما هو ولكن لمنح مؤهل البكالوريوس للخريجين بدلاً من الدبلوم الذي كان يمنح (بضم الياء) قبل هذا القرار بالتحويل الذي بدأ العمل به فعلياً بالمناسبة عام 1413 هجري، وأصبحت تلك الكليات تخرج كوادر وطنية تحصل عند تخرجها على شهادة البكالوريوس بدلاً من الدبلوم الذي تمتد الدراسة فيه سنتين .
تقول إحدى الخريجات التي لازالت تنتظر الحلم بوظيفة وهو من ابسط حقوقها وأنا هنا انقل لكم ما وصلني على بريدي الإلكتروني: (كما تعلم أستاذي الفاضل فنحن فئة تخرجنا من الكلية المتوسطة بشهادة دبلوم سنتين بعد الثانوية، وقامت بعدها وزارة التربية بإغلاق الكلية وتحويلها لتربيه متجاهلة لنا تماما ومتجاهلة مستقبلنا ومصيرنا واستبعادنا بالكامل عن التوظيف، عشرون عاما يا سيدي ونحن نطالب ونقدم دون أي فائدة، وحجتهم أننا لا نصلح للتدريس وان من يحمل مؤهل البكالوريوس أفضل منا, ثم تستطرد قائلة, حصلنا على أمر ملكي قبل ما يقارب ست سنوات ولكن لا حياة لمن تنادي ما زال وضعنا محفوفا بالمجهول، ولا أخفيك أننا استبشرنا خيراً بعد طلب الحصر والمطابقة من قبل وزارة التربية والتعليم ولكن لا جديد فيما يخصنا كمواطنات بلغ بنا الصبر منتهاه رغم كل سنوات الانتظار التي تجاوزت العشرين عاماً منذ تخرجنا، علماً أن آخر دفعة تخرجت بلغت أعمارهن الخمسة والثلاثين عاماً، وسيبقى ملف قضيتنا الأطول في تاريخ الوزارة، نحن نتاج الوزارة تربويات مؤهلات منا من عملت بديلة لسنوات ومنا من حالفها الحظ وهن الآن مدرسات ومديرات ومشرفات).
حقيقة أصبحت مهتماً بالموضوع ككاتب ينقل هموم المواطنين، وبعد الاطلاع على كل ما يخص هذا الموضوع عبر الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث حوى الموقع الأشهر (تويتر) أكثر من وسم يطالبن فيه تلك الفئة من النساء بسرعة البت بقرار توظيفهن وأدركت أن لهذه الفئة التي لا يتجاوز عددها تسعة آلاف مواطنة حقا لابد من تذليل الصعاب من أجل منحه إياهن وسرعة تنفيذ قرار توظيفهن وتوفير وظائف تتناسب ومؤهلاتهن، فهن نتاج وزارة التربية والتعليم مؤهلات وتربويات منهم من عملن بديلات لسنوات ومنهم من حالفها الحظ ويعملن الآن مديرات ومشرفات، أما البقية وعددهن تسعة آلاف كما ذكرت فيقبعن تحت شبح البطالة المخيف في ظل وطن الخير والعطاء الذي بلغ خيره أصقاع المعمورة.. أليس من الأولى والأجدر أن يولى بنات وطننا الاهتمام والعناية اكثر واكثر؟ فمن بينهن الأرملة والمطلقة والعائلة لأسرة وأطفالا فلا حافز يأويهن ولا وظيفة تحويهن وتوفر لهن سبل العيش الكريم.
من هذا المنطلق، الرسالة موجهة إلى وزير التربية والتعليم سمو الأمير فيصل بن عبد الله متى تنتهي معاناة قواريرنا؟.