لم أسعد بخطوات تطويرية لمدينة الرياض، مثلما سعدت بإبلاغ الشركة السعودية للكهرباء للمجلس البلدي بأنها تخطط لاستبدال الوقود الثقيل المستعمل في توليد الطاقة بالغاز، والاستغناء تدريجياً عن المحطات داخل الرياض، وذلك لمعالجة آثار التلوُّث المنبعث من محطات التوليد، وبأنها ستبدأ بنقل محطة توليد الكهرباء بحي العريجاء إلى خارج المدينة، تمهيداً لتحويلها إلى حديقة عامة تخدم سكان حي العريجاء، وتمديد الخط الأرضي البديل في شارع خالد بن الوليد بحي الروضة تمهيداً لإلغاء الأبراج وإزالتها.
ومصدر سعادتي أنّ هذه الخطوات الثلاث، كانت بعضاً من مطالبنا الملحّة التي كنا نطالب الشركة بها. و لكم أن تتخيّلوا، كيف ستكون الرياض بدون محطات الوقود الثقيل، وبدون التلوُّث المستمر المنبعث عنها. تخيّلوا العريجاء بدون محطة توليد الكهرباء التي كانت نتوءاً مزعجاً في هذا الحي. تخيّلوا شارع خالد بن الوليد بدون أبراج الضغط العالي التي كانت تشوّه هذا الطريق المفصلي في حي الروضة وتجعله أشبه بشوارع الأزمنة الغابرة، هذا بالإضافة إلى خطرها الشديد المحتمل.
تأخرت هذه الخطوات كثيراً، حتى يئسنا أن تخطوها الشركة، لكن أن تأتي متأخرة خيرٌ من ألاّ تأتي. وفي الحقيقة، هذا ما نخاف منه: نخاف ألاّ تأتي، وأن تكون المسألة كلها كلاماً في كلام، لتهدئة أعضاء المجلس البلدي.