أحيت المحافظات المنتفضة الست في العراق ذكرى مرور عام على انطلاق الاعتصامات فيها منذ انطلاق الشرارة الأولى للحراك الشعبي في الحادي والعشرين من كانون الأول الماضي من مدينة الرمادي؛ لتمتد بعدها إلى بغداد ومحافظات أخرى. وما زال المعتصمون متمسكين بسلمية الاعتصام وثباتهم في حراكهم حتى تحقيق جميع المطالب التي خرجوا من أجلها، وفي مقدمتها الإفراج عن الأبرياء من المعتقلين والمعتقلات، وإلغاء المادة أربعة إرهاب، وتحقيق التوازن، وعدم تسييس القضاء والأجهزة الأمنية، والقضاء على الميليشيات، وإيقاف حملة الاستهداف الطائفي وسياسة الإقصاء والتهميش التي تقوم بها الحكومة ضد المحافظات المنتفضة الست.
من جهته أكد الحراك الشعبي في بيان أصدره أنه على الرغم من مضي عام كامل على الانتفاضه المباركة، ورغم جميع المؤامرات المستهدفة لساحات الاعتصام، فإنهم ثابتون. وأشاد البيان بموقف المعتصمين الثابت في المحافظات الست المنتفضة، داعياً إياهم للصمود حتى استعادة جميع الحقوق المغتصبة. وأكد الحراك أن التسمية فيها رسالة إلى أن هذا العام هو عام الحراك الذي ثبت فيه على طريق الحق، وضرب أروع الأمثلة في الصمود والمطالبة بالحقوق رغم التحديات التي واجهها. ويأتي ذلك في وقت دخلت فيه الاعتصامات في العراق يومها (الثاني والستين بعد الثلاثمئة).
من جهته، أكد عضو المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء الشيخ حسين غازي أن الحراك الشعبي بعد مرور عام عليه أكد للعالم أجمع أنه حراك سلمي واعتصام منضبط. وحث الشيخ غازي في كلمة متلفزة المعتصمين المرابطين على الثبات والحفاظ على رباطة الجأش ووحدة الصف. إلى ذلك أكد قادة الحراك الشعبي في محافظة الأنبار أن تسمية الجمعة بعام من الثبات والصمود جاءت لتؤكد أن ساحات العزة والكرامة وهذه الانتفاضة بقيت ثابتة وصامدة بوجه جميع التحديات. وأضاف قادة الحراك بأن هناك فعاليات ستشهدها ساحات العزة والكرامة بعد صلاة الجمعة الموحدة بمناسبة مرور عام على الحراك، تبعث رسالة مفادها أن المعتصمين ثابتون رغم الانتهاكات التي حصلت خلال العام الماضي. وحيا الشيخ علي حاتم السليمان المحافظات المنتفضة الست التي وقفت بوجه الاستبداد والظلم والاقصاء والطائفية. واكد الشيخ السليمان أن المعتصمين في الساحات استطاعوا الوقوف بوجه المؤامرات التي واجهتهم بكل صلابة.
وفي سياق متصل شارك مئات الآلاف من أهالي محافظة الأنبار في صلاة الجمعة الموحدة بساحتي الاعتصام العزة والكرامة في الرمادي وساحة الشهداء في الفلوجة تحت شعار (عام من الثبات والصمود)، التي وافقت الذكرى السنوية الأولى للاعتصامات في ست محافظات عراقية. ووجّه خطيب الجمعة في الفلوجة الشيخ حسين العميري رسالتين، الأولى إلى السياسيين (السنة) بالقول: لا نريد عضلات كلامية، بل نريد حلاً ومشروع خلاص. وتابع الشيخ العميري: إن السياسيين لم يستطيعوا تخليص أنفسهم من الملفات والاتهامات، وإن أكبر منصب من حصة (أهل السنة) حكم عليه بالإعدام، فيما يقبع أكثر من 100 ألف معتقل خلف قضبان السجون، وهناك عشرون ألف عائلة مهجرة من حزام بغداد وديالى. ووجّه خطيب الفلوجة رسالته الثانية إلى كبار علماء (السنة) مطالباً إياهم بـ»الجلوس والاتفاق على مشروع متكامل لوضع حد لما يجري من انتهاكات بحق أهل السنة، والخروج بموقف شرعي موحد تجاه المشاركة في الانتخابات المقبلة».