يبدو أن قصة المواطن الإماراتي محمد بلال وخادمته الإثيوبية (نموذجية)، ويا ليت بقية الخادمات في الخليج يستفدن من أخلاقيات وفنون (النحشة) والهروب من كفلائهن، بدلاً من الصداع والتفكير أين ذهبت الخادمة؟ هل خطفت؟ أم هربت؟..إلخ ؟!
العم (بلال) تفاجأ وهو مع عائلته وخادمتهم بأحد أسواق أبوظبي بإعلان الخادمة عبر مذياع السوق عن (هروبها) أمام الملأ، وأنها لن تعود للعمل مرة أخرى، ثم أغلقت هاتفها النقَّال فوراً واختفت؟!
يعني على بلاطة (بابا كلاس أنا ما فيه شغل، أنا روح شارع، ما فيه زعلان مع السلامة)، وبرأيي أن تصرف هذه الخادمة عقلاني وحكيم مقارنة بالأخريات، لأنها تحمل كثيراً من التقدير لكفيلها وعائلته رغم الاختلاف في وجهات النظر الذي لا يفسد للود قضية، فقبل أن تطلق لساقيها العنان وتنحاش، أبلغت الأسرة حتى لا تقلقل عليها، لأنها تعلم بأخلاقيات الانفصال ولو عبر مذياع السوق!
بلال الذي تحدث يوم أمس لصحيفة الرؤية الإماراتية قال إن الناس في السوق أصبحوا يلتفتون إليه بعد أن علموا أنه كفيل الخادمة الهاربة ربما (لردة فعله وغضبه)، قائلاً إن الخادمة عملت لدى الأسرة عامين ونصف، وسبق أن طلبت السفر في إجازة والعودة ثانية قبل هروبها!
من قصص الخادمات الغريبة، ما حدث لأحد الأقارب عندما هربت خادمته منذ سنتين، وبعد ثلاثة أشهر تفاجأت الأسرة باتصالها من منطقة أخرى عبر هاتف جوال مؤقت لتطمئن على أحوالهم، وتسأل عن الصغار (كيف ماما كبير؟! كيف بابا؟! كله ولد روح مدرسة؟!)، أحياناً تشعر أن هناك علاقة (خاصة) تربط الخادمة الهاربة بالأسرة، الفكرة ليست الهروب من هذه العائلة أو تلك، بقدر ما هو البحث عن فرصة مالية وحرية أفضل!
على الأقل هذه النوعية من الشغالات أثمر فيهن (العيش والملح) والعشرة، ليكنّ أحسن بكثير من أصدقاء مرّوا عليك بالحياة، وبعد انتهاء مصالحهم هربوا من حياتك دون استئذان أو اعتذار، تماماً كما تهرب الخادمة من كفيلها!
كم أتمنى أن يتعلّم (أصدقاء المصالح) أخلاقيات الهروب من (خادمة بلال)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.