شبابنا غير؟!

المبتعث (ثامر المطيري) نموذج رائع للشاب السعودي، ويستحق التكريم لما حمله من نخوة وشجاعة، عندما اقتحم النيران لإنقاذ ثلاث مبتعثات (سعوديات) في الشقة المجاورة لسكنه بولاية أنديانا الأمريكية!

وفي التفاصيل أن الشاب استيقظ من نومه على سماع صراخ (جاراته الثلاث) وطلبهنّ النجدة، وبعد أن شاهد النيران والدخان يتصاعد من شقتهن المجاورة، اقتحمها لإنقاذهن، خصوصاً وأن إحداهن كانت محتجزة في إحدى الغرف، ليخرج من الحادث وهو مصاب بحروق من (الدرجة الثانية)، وهي حروق مؤلمة في اليد والساعد كما نشرتها (عكاظ) يوم أمس السبت!.

كم هي جميلة هذه الصورة الرائعة؟! وبيّض الله وجه هذا المبتعث الذي عكست قصته (حقيقة) الشاب السعودي، وكم نحن في حاجة لتداول مثل هذه القصص لبعث الأمل فينا وفي شبابنا، وأنا متأكد أن هناك قصصاً في الداخل شبيهة بهذه، ولكن نحن لا نذكر أو نتداول عن شبابنا - في أغلب الأحيان - غير تلك القصص الشاذة؟!.

في بلدي كل الشباب - إلا من رحم ربي - متهمون بميزان وعدل (منظار الشك)، حتى يثبتوا العكس؟!.

يقال عنهم: معاكسون، متحرشون، يوصف معظمهم بأنهم متسكعون، (ذئاب بشرية) لا يؤمن جانبهم، لذلك فرض عليهم المجتمع وقوانينه وصاية (الممنوع والمحظور) لكل ما له تماس بعلاقاتهم ببقية أفراد المجتمع من الجنسين، حتى لو تعطلت مصالحهم أو مصالح وحقوق الآخرين فالمبرر (شبابنا غير)؟!.

لماذا غير؟!.

شوفوهم برا وش حليلهم، يتبعون الأنظمة ويلتزمون بالقوانين، يخزي العين (حولهم وحوليهم) يمشون (جنب الحيط) وفق النظام، لا يعتدون على أحد، ولا يخطئون في حق أحد، يعرفون أين حدودهم فلا يمكن أن يتجاوزوها، لذلك يجب العودة للحل القديم بإعطائهم قليلاً من الثقة، والتعامل الصارم مع المخطئ أو المتجاوز، عندها خذ رجال!.

بكل تأكيد لا يمكن نفي وجود - أخطاء وتجاوزات - لدى (بعض شبابنا) إما نتيجة قصور في التربية، أو عدم وضوح وضعف في تطبيق القوانين والأنظمة، وهو المسبب برأيي لمثل هذه التجاوزات والأخطاء الشبابية، لن نتحدث عن دور المنزل ثم المربي ثم المعلم ثم المجتمع وصولاً لمطبق للقانون!

فقط لنتعامل مع الواقع بشيء من الثقة والصرامة، ولنراهن على شبابنا الذين سيقدمون أرواحهم فداء لمواقف الشجاعة والبطولة، ولنا في إنقاذ المبتعثات خير دليل!.

وعلى دروب الخير نلتقي.