الحديث عن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ابن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لترميم المساجد، يستهويني، ولا أمل من الكلام فيه، لأنه يدلنا -أولاً- على عناية خادم الحرمين الشريفين ببيوت الله تعالى، وتعلقه وحبه لها، وحرصه الشديد على أن تظهر بالصورة اللائقة بقدسيتها، ومكانتها في الإسلام، ولأنه -ثانياً- أصبحت ثماره ونتائجه تظهر للعيان ويلمسها المسلمون بكل وضوح.
وقد ذكرت في مقال سابق أنه فور صدور التوجيه السامي الكريم، أمر معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ بتشكيل اللجان للضرورة، والشروع في إنجاز الدراسات العلمية الضرورية، وتوجيه فروع الوزارة في مناطق المملكة الثلاثة عشر بالعمل على حصر المساجد التي تحتاج إلى الترميم، وكل ذلك تحت اسم “برنامج خادم الحرمين الشريفين لترميم المساجد”.
وقد شرعت الوزارة في تنفيذه بمتابعة مباشرة وشخصية من معالي الوزير، مما كان له كبير أثر، وعظيم فائدة على بيوت الله، إذ تحولت كثير من المساجد في جميع أنحاء المملكة إلى ورش عمل، وبناء وترميم.
والجديد في الموضوع أن بعض المناطق انتهت من تنفيذ المرحلة الأولى من البرنامج، ومنها: القصيم، والحدود الشمالية، والجوف، وقد حظيت هذه المناطق بدعم إضافي يقدر بـ 15 مليوناً ومائتي ألف ريال.. وبناء على التقارير والإحصائيات التي أصدرتها وكالة الوزارة للشؤون الإدارية والفنية، فإن 765 مسجداً وجامعاً تم الانتهاء منها في البرنامج لترقيم المساجد والجوامع.
وتجدر الإشارة إلى أن الأمر في المساجد التي شملها البرنامج لم يقتصر على عمليات الترميم، بل اشتمل على إضافات جديدة، كإضافة خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة وعمل منزلقات، ودورات مياه، ووضع قواطع زجاجية بغية الاقتصاد في استعمال الكهرباء، وتغيير فرش المساجد، وغير ذلك من الإضافات المهمة.. نسأل الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين إلى كل مايحبه ويرضاه.