سبق أن كتبت مقالاً بعنوان: «التعصب الرياضي: الآثار والمعالجة» بينت فيه أن من أشد أنواع التعصب المنتشرة في المجتمع: التعصب الرياضي مع أن المفترض أن تكون الرياضة من أهم أسباب معالجة التعصب، لأن الرياضة الحقيقية مبناها على التنافس الذي يقصد منه التآلف، إلا أننا - مع الأسف - نجد الأمر على الضد من ذلك، فصار مجال الرياضة - وبخاصة كرة القدم - أكبر مجال لأسوأ أنواع التعصب، وإثارة البغضاء والشحناء، ونشر العداوة بين الأصدقاء والأقارب حتى وصل التعصب إلى مستويات خطيرة!!
ومن أجل خطورة الموضوع وجهت الدعوة إلى الغيورين على سلامة المجتمع، وأمن الوطن، أن يدقوا جرس الخطر، وأن يبادروا إلى العمل الجاد على الحد من مظاهر التعصب الرياضي.
وقد سررت كثيراً عندما أتحفني الأخ الفاضل الدكتور محمد بن علي العتيق، بكتابه القيم في نفس الموضوع الذي كان يشغل بالي، وبال كثير من المهتمين بالشؤون الرياضية والاجتماعية لهذه البلاد المباركة بعنوان: «التعصب الرياضي: أسبابه وآثاره، وسبل معالجته بالحوار» الذي أصدره مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، ضمن الرسائل التي يصدرها في الحوار.
وما إن وقع الكتاب في يدي حتى بادرت بقراءته: لأنه بمثابة استجابة لدعوتي، فوجدت الكتاب نافعاً مفيداًَ، فقد بين أهمية الرياضة، وكشف عن حقيقة التعصب، ومؤشرات التعصب ومظاهره، كل ذلك في الفصل الأول من الكتاب، أما الفصل الثاني فقد تناول فيه الكاتب أسباب التعصب وآثاره، وتجارب وممارسات في مجال التعصب الرياضي، وخصص الفصل الثالث لعلاج ظاهرة التعصب الرياضي، وخصص الفصل الثالث لعلاج ظاهرة التعصب، وبيّن الأسباب الوقائية من التعصب، والحلول المقترحة لمعالجة التعصب.
وقد عالج المؤلف كل تلك الأمور الحيوية دراسة علمية عميقة بأسلوب سهل يفهمه الجميع.
وقد أحسن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بإصداره لهذا الكتاب القيّم، وهذا يدل على أن المركز مدرك لخطورة هذه الظاهرة الخطيرة.. وأدعو القائمين عليه إلى جعل ظاهرة التعصب ضمن الموضوعات المهمة، وتخصيصها بحوار وطني شامل، للوصول إلى الحد من هذه الظاهرة الغريبة.. والله ولي التوفيق.