* * خلال الفترة الماضية دخلت أكثر من مجلس، وتلقيت أكثر من مهاتفة وكلها تشكو من ارتفاع أسعار الكشف والعلاج بالعيادات الخاصة التي يذهب إليها الناس - القادر وغير القادر - مضطرين لتأخر المواعيد بالمستشفيات الحكومية وغيره من الأسباب، والمرض - أبعده الله عن الجميع - لا يقبل التأخير!.
القطاع الخاص مساند مهم للقطاع الطبي الحكومي ولكن المشكلة هو ارتفاع الأسعار بل الجشع - مع الأسف - من بعض الأطباء - ولا أقول كلهم -، إنك تجد تفاوتاً كبيراً في التكلفة : فنجد استشارياً ما تصل أجرة كشفه على المريض (500) ريال، ونجد آخر مثله استشاري وفي تخصص مهم وربما أنه أقدر منه تكون قيمة كشفه (200) ريال أو (300) ريال! وذلك يعود إلى أنه متروك لكل طبيب وذمته.
* * *
من هنا أدعو إلى ضرورة وضع هامش معقول لأسعار الكشف والتحليل والعمليات وغيرها بحيث تحقق الربح ولا ترهق قلوب الأغلبية الكبيرة من المواطنين على شكل ((تسعيرة تقريبية)) تمثل هوامش معقولة بحيث تحد من تسابق بعض الأطباء على الجشع حتى كاد الطب يكون تجارة محضة في مفهوم بعضهم.
إن مثل هذا التنظيم للأسعار سيجعل العلاج بهذا القطاع أمراً مقدوراً عليه من قبل كافة المواطنين.
لقد وضعت ((هاشتاق)) في حسابي بتويتر عنوانه: (تقنين أسعار العيادات الخاصة) فوجدت أن كل من شاركوا من مختلف الأطياف يؤيدون ذلك بقوة.
إن تحديد سعر تقريبي بالعيادات الخاصة معمول به في بعض الدول وكان معمولاً به لدينا قبل سنوات ليست طويلة وهو أمر ميسر ومقدور عليه وكانت الأسعار تتصدر كل عيادة، والتداوي ليس شأناً ترفيهياً متاحاً للقادرين فقط..!.
* * *
وأذكر نهاية الدورة الماضية بمجلس الشورى ناقشنا نظام المؤسسات الصحية ومن ضمنه المادة السابعة المتعلقة بتحديد الأسعار وقد رأت اللجنة المختصة عدم تحديد الأسعار، وصار نقاش طويل حولها ولكن - مع الأسف - تغلبت الأصوات التي ترى عدم التحديد على الأصوات المؤيدة، ورفع النظام للملك حسب نظام المجلس الذي أحاله لمجلس الوزراء، ثم عاد للمجلس بالدورة الحالية برأي يختلف عن رأي الشورى حيث يرى مجلس الوزراء التحديد واعتماد الوزارة للأسعار وموافقتها، وقد طرح تعديل المادة المختصة بالمجلس التي تضمنت رأي مجلس الوزراء وتم النقاش ومع الأسف مرة أخرى وكانت أصوات الزملاء غير المؤيدين للتحديد أكثر، وذلك بحجة ترك السوق للمنافسة وحسب النظام سيرفع المجلس قراره للملك وعلى وزارة الصحة المبادرة برفع تقرير للملك حول الحاجة إلى تحديد سعر تقريبي من أجل توفير العلاج بالقطاع الخاص بشكل يقدر عليه كل الناس , وبخاصة بعد كثرة المنشآت الصحية الخاصة حالياً، ولأن المنافسة بالقطاع الصحي الخاص أصبحت لدى أكثره - مع الأسف - منافسة على رفع الأسعار إلا من بعض الأطباء .
=2=
* * قلب ليس قبرا * *
* * “ النوارس “ ترحل عن شواطئ البحر..
ولكنها تعود إليها .. ترتمي بين عينيها..
وأنت تظل غائباً لا يعود.. وغيمة شوق لا تهمي.. ونغم وَلهٍ يشدو.
أرأيت كيف يصير الوهج هجيراً .. وكيف تتحول لهفة الشوق إلى بقايا أشلاء؟..
لكن الأروع فيك.. أن قلبك لا يستطيع أن يكون قبراً.
=3=
* * آخر الجداول * *
- قال الحكيم :ـ
(إذا جاءت الدنيا عليك فجْدبها
على الناس طراً قبل أن تتفلّت
فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت
ولا البخل يبقيها إذا هي ولّت)