المطر خير وفرح وسماه الله ((رحمة)) وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ - سورة الشورى الآية 28.
لكن الملاحظ بل المستغرب أن التخويف به من قبل الأرصاد والدفاع المدني أكثر من التبشير به.
لا أعترض على التنبيه ولفت النظر.
لكن المطلوب اختيار عبارات ملائمة, فبدلاً من كلمات (تحذر الأرصاد أو يحذر الدفاع المدني) لماذا لا يكون البديل: تنبه الأرصاد إلخ.. فالمطلوب فعلاً تنبيه الناس لا التحذير من المطر.
الأمطار كلها فرح وغيث.. والخطر لا يأتي من الأمطار لكن من جهل الناس وعدم مبالاتهم ويأتي الخلل في رداءة تنفيذ بعض مشروعات التصريف, أو عدم وجودها.
أمر آخر: إنه أمر طبيعي أن تتجمع الأمطار خلال الساعات الأولى من نزول المطر لأن التصريف يحتاج إلى وقت, والجهات المسؤولة تحتاج أعمالها إلى وقت كاف لتصرّف الأمطار إلى أماكن التصريف وقد رأينا - رغم النقد الشديد بالمواقع والصحف ورغم غزارة الأمطار - نجاح الجهود الكبيرة التي بذلتها أمانة الرياض, فقد رأينا - للإنصاف - العشرات من معداتها وسياراتها ومنسوبيها يباشرون الوضع حال نزول الأمطار ويبذلون جهدهم بتصريفها ووجدنا - فعلاً - وبعد ساعات أن الشوارع خالية من تجمعات الأمطار إلا في بعض المواقع التي لا يوجد فيها تصريف.
أدعو هنا إلى التنسيق بين الجهات المتعددة المسؤولة عن الطرق, فمعروف أن هناك ثلاث جهات تشترك في إنجاز الطرق والأنفاق والجسور بالرياض وهي: الأمانة, والهيئة العليا, ووزارة النقل, لذا لابد من ضرورة التنسيق بينها وسبق أن دعوت إلى توحيد جهة الصيانة بحيث تكون المسؤولة أمانة الرياض فتسلم لها الجهات الأخرى مشروعات الطرق التي تنفذها وتتوحّد الصيانة لأن توزيع الصيانة أحد أهم أسباب الخلل وتأخير الصيانة في أوقات الأمطار وغيرها, وأتوق أن يتبنى سمو أمير الرياض الأمير خالد بن بندر الذي عودنا على مبادراته فكرة أن تكون جهة الصيانة لشوارع الرياض واحدة بحيث تناط بالأمانة.
زخّة مطر ختامية: دعونا نستمتع بالمطر - كما قال الصديق د. عبدالله الطاير -دون نذر تخويف أو خطاب تنفير!
-2-
وهل يرتوي وامقّ من بارق الآل..؟
- هذا شطر بيت للشاعر الراحل طاهر زمخشري الذي غادر دنيانا - رحمه الله - وهو لم يرتو من هذه الدنيا لا هوى ولا مالا, ولا هناء.. وأسأل الله أن يكون قد ارتوى في رياض الجنان.
أما الناس - في هذه الحياة - فهم تماماً كالراحل العزيز, كلهم غير قادرين على الارتواء من أنهار هذه الدنيا حتى ولو توافر لهم المال, وتهيأ لهم الجمال, لأن الارتواء - حتى إذا ما تحقق - يظل نسبياً - وهؤلاء يبقون سعداء - لأنه تحقق لهم بعض الارتواء.. أما البعض الآخر فإنهم لا يرتوون إلا من الأحلام وبارق السراب!! وهل يرتوي وامق من بارق الآل؟!
إنه سؤال أزلي طرحه شاعرنا الراحل..!!.
ترى هل الظمأ أو عدم القدرة على الارتواء أو بتعبير آخر, هل الحرمان فطرة في الإنسان؟!
إنني لأحسب ذلك كذلك لكيلا يركن الإنسان إلى جانب الدنيا ويظل يتطلع إلى الارتواء الأكمل, ولا كمال إلا في رحاب الله في جنان لا يظمأ فيها ولا يشقى.
-3-
آخر الجداول
- قال الشاعر الحكيم:
((قدري ما كتبـته بيميني
قدري خطَّه العليم الخبير))