التحكيم الكروي في كرة القدم في بلادنا ما زال يمشي الهوينا كما يمشي الوجى الوحل، وكنا نتمنى أن يكون هناك تطور في هذا المجال ولاسيما وأن الإمكانات بحمد الله متوفرة مما يجعل هناك مناخاً ملائماً لتطوير الحكم السعودي وجعله في مقدمة الحكام الآخرين في الدول العربية وآسيا بل والعالم، فما الذي ينقصه أن يكون كذلك يا ترى؟ إنك حينما تشاهد مباراة في كرة القدم بين فريقين في أحد الملاعب تجد مهزلة تحكيمية وأخطاء بالمئات بالطبع نحن نقدر ظروف الحكم وأنه بشر وأنه سيخطئ لا محالة، فالكمال لوجه الله سبحانه وتعالى. أما وأن تستمر هذه الأخطاء وتكثر وتتطور فهذا أمر يحتاج إلى إعادة نظر وعلى المسؤولين بدءاً من الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الرئيسية للحكام والاتحاد السعودي لكرة القدم تدارك هذه المشكلة عاجلاً غير آجل لما لهذا الموضوع من آثار سلبية على مستقبلنا الرياضي، فإذا ما استمر التحكيم بهذا الأسلوب فإن الأندية ستصاب بالإحباط وسينعكس ذلك على مستوى اللاعبين والنتيجة تواجد منتخب ضعيف يقدم مباريات لا ترقى إلى المستوى المطلوب، وهذا ما حدث فعلا لمنتخبنا في السنوات الماضية بل ولأنديتنا التي تمثلنا خارج الوطن، كل ذلك سيكون له المردود السيئ في حالة استمرارنا على هذا المنوال، إن الموضوع يحتاج إلى دراسة عاجلة عميقة لمعرفة المسببات وإيجاد الحلول لها إدراكاً منا لأهمية ذلك، أما وأن يستمر الوضع على هذا المنوال، وكما تقول بعض الأمثلة الشعبية لمن يعرفها، «لا طبنا ولا غدا الشر، مكانك راوح، من جرف إلى وحديرا» فهذا ما لا نتمناه ونرغب أن يكون هناك تقدم ملحوظ حتى تعود الثقة إلى حكمنا السعودي الذي يمثلنا في الداخل والخارج، وسيكون بلا شك لذلك آثار إيجابية على مستوى التحكيم في بلادنا مما ينعكس على تطور أنديتنا ولاعبينا بل ومنتخبنا وهو ما نتمناه. لم أكن أود الخوض في مثل هذا الموضوع لأسباب عديدة يأتي في مقدمتها جهلي الكبير بالرياض وعدم الميول إلى أي نادٍ رياضي، ولست متخصصاً في هذا المجال لكن الوطن غال، وكلنا بلا شك نحب أن يكون وطننا متقدماً في كل مجال في الداخل والخارج وأن يترجم هذا التطور تلك الإمكانات التي تصرف والمبالغ التي تبذل وتلك الجهود المحددة من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، فجل جهودها للأسف محددا في كرة القدم فقط وكأنما رعاية الشباب محصورة في ذلك فقط ولا يوجد مجالات أخرى تتطلب رعاية الشباب منياضة وثقافة وخدمة مجتمع وخلافه مما لا يخفى على المسؤولين في هذا المجال. أعود للتحكيم الذي ما زلنا نرى آثاره السيئة على أنديتنا وعلى لاعبينا في الأعوام السابقة وفي هذا العام فكم من أندية ظلمت وكم لاعبين كذلك والنتيجة وصولنا إلى ما وصلنا إليه، نحن نريد أن يكون منتخبنا في المقدمة دائماً، وكذلك أنديتنا وهو ما لم يحصل لأسباب كثيرة يأتي في مقدمتها استمرار ضعف التحكيم الذي نرى تطوره للأسوأ للأسف ودلالة على ذلك هو ما حدث أخيراً في مباراة النصر والشباب التي أجمع الجميع على سلبية التحكيم، وأن القيادة التي تمت بها المباراة لا يسعنا إلا أن نصفها بالمهزلة الواضحة كيف لا ونادي الشباب قدم مباراة رائعة جداً قهر فيها الظلم الواضح في بداية المباراة من طرد لاعبه الذي لا يستحق الطرد ومن إشهار البطاقات الصفراء للاعبين لا يستحقون ذلك والطاقة الكبرى هو تقدير ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم للنصر وهي في الحقيقة ركلة حرة غير مباشرة للشباب وإشهار البطاقة الصفراء للاعب النصر عبدة عطيف للتحايل، أيضاً هناك الهدف الثاني للنصر، هناك عدة مخالفات فيه فالمهاجم الذي سجل الهدف قام بلعب الكرة بيده وقبلها كان في موقف تسلل، وهذا ما يجعل الهدف غير شرعي مطلقاً، ثم إن البطاقات التي منحت للاعبي الشباب غير مستحقة، وهناك أخطاء كثيرة لا تحضرني وذلك لجهلي كما قلت بيد أنني متأكد تماماً أن المباراة لم تكن نزيهة وأخطاؤها كثيرة جداً مما أثر سلبياً على نادي الشباب ككل وعلى اللاعبين، ولذا فإن تصريح لاعبيه بعد المباراة يوضح مدى ذلك الإحباط، كما قال اللاعب الخلوق عمر الغامدي الذي حصل على بطاقة لا يستحقها «واجهنا قوة لا يقدر عليها إلا رب العالمين» ثم التصريح الذي أدلى به رئيس نادي الشباب وهو ما يترجم بعمق استياؤه مما حصل، فالإدارة لا شك قد قدمت ما لديها واللاعبون ترجموا ذلك داخل الملعب كما شاهد الجميع لكن التحكيم خذل الجميع بل إنه أصاب نادي الشباب إصابة خطيرة في معقله وهو ما لا نتمناه لأي نادٍ من أنديتنا التي تمثلنا في الداخل والخارج، وفي النهاية أهمس في أذن الحكم العزيز مرعي العواجي والحكام الآخرين بأن يكونوا على مستوى الحدث والمسؤولية الملقاة على عواتقهم وأن يجتهدوا أكثر فأكثر لقيادة مبارياتنا بالشكل المطلوب حتى تعود الثقة إليهم، وفي الختام ليعذرني الجميع لعدم إعطائي الموضوع حقه لعدم الإلمام كما ذكرت لكنها خواطر متواضعةهدفها الأول المطالبة بتطور مستوانا الرياضي على مستوى الوطن والقارة والعالم أجمع والله الهادي إلى سواء السبيل.