منذ عام 1430هـ، عملت المعلمة في مدارس تعليم شقراء على بند «نظام ساعات»، وقامت برفع أوراقها مع زميلاتها، واستكملت كافة متطلبات التثبيت، إلا أنها فوجئت بسقوط اسمها ضمن أسماء المعلمات المثبتات بتاريخ 19-8-1433هـ، وعند مراجعة واستفسار ولي أمرها عن السبب، قالوا:
- اسمها سقط سهواً!
كيف يسقط الاسم سهواً، ونحن ندَّعي أن الإجراءات كلها تقنية، ولا مجال للخطأ أو للتدخل اليدوي فيها؟! ما ذنبها وغيرها والآلاف غيرها، ليكنَّ ضحية هذا السقوط الساهي؟!
أما السقوط الآخر، فلأنها من سكان الرياض، وتعمل في شقراء، ولا تشملها حركة نقل المعلمات، بسبب عدم وجود رقم وظيفي لها! معقول يا ناس؟! معلمةً بلا رقم؟! معلمة تعيش في مدينة وتعمل في مدينة، وبعد كل هذا، لا تمتلك رقماً وظيفياً، يجعلها قادرة على أن تتقدم بإجراءات النقل، أو غيرها من الإجراءات؟! أما أكثر السقوط إيلاماً، فهو أن ثمة أمراً ملكياً، بتعيين كل هؤلاء المعلمات، ولم يقم أحد بتطبيقه، ولا بإبداء الأسباب بعدم تطبيقه.
إن سقوط الأسماء سهواً، يشبه سقوط القرارات التي لا تُطبق. وفي النهاية، تدفع هذه المعلمة وغيرها من الخريجين والخريجات، ثمناً باهظاً لا يشعر به إلاّ هم. فالاغتراب وعدم الإحساس بالانتماء والشعور بجحود المؤسسة الحكومية والعيش بظروف اقتصادية متدنية، تحولهم إلى كائنات محطمة.