لم يخطر بالبال ونحن في حفل مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر يوم الأربعاء الماضي في دبي سوى أن جريدة الجزيرة تحضِّر إلى عمل مستقبلي قادم, أي أن جريدة الجزيرة تعد في الأيام القادمة لمشروع تطويري تستثمر فيه إمكاناتها البشرية والتقنية والمهنية لخوض مجال تسويقي جديد عبر شركائها من الإعلانيين وإدارات العلاقات العامة.
الجزيرة تقدمت الصف في المبيعات والتوزيع والإعلان والانتشار، وهذه لم تكن أسرارا خفية، فهي تنشر أرقامها على صفحتها الأولى ليس للاستعراض وإنما لوضع الحقائق أمام القراء والإدارات الإعلانية والتسويقية. ومن هنا يمكن النظر إلى اجتماع رئيس مجلس الإدارة الأستاذ مطلق المطلق, ورئيس التحرير الأستاذ خالد المالك, ومدير عام المؤسسة المهندس عبداللطيف العتيق, وأعضاء مجلس الإدارة وكتاب الرأي بالجزيرة وإدارة التحرير - اجتماعهم- بشركاء الجزيرة: رؤساء مجالس ومدراء الوكالات الإعلانية في المملكة والخليج في حفل دبي (دوما معا 2013), على أن هناك مرحلة جديدة من العمل والتطوير والانتقال إلى مرحلة جديدة.
ففي العودة إلى تاريخ العمل الصحفي بالمملكة الذي بدأ بمؤسسات الأفراد قبل الثمانينات الهجرية الستينات الميلادية ثم انتقاله مع بداية الستينات الميلادية إلى صحافة المؤسسات حتى بواكير الألفية الثالثة التي شهدت ولادة الإعلام الجديد بكل تحولاته كان لابد أن تطل جريدة الجزيرة بطرحها الجديد؛ حيث بدأت تتشكل صحافة الشركاء والمجموعات الإعلامية والإعلانية بدخول عناصر مؤثرة هي الإدارة الإعلانية التي بدأت تأخذ حيزا في العمل الإعلامي، ورسمت لها شخصية مستقلة اعترفت بها الجامعات و الأكاديميات العالمية، وخصصت لها أقسام جديدة منفردة أضيفت إلى أقسام الإعلام والعلاقات العامة، ومن نماذجها في المملكة الجمعية السعودية للعلاقات العامة والإعلان ومقرها جامعة الإمام محمد بن سعود، أسسها مجموعة من الإعلاميين ويرأس مجلس إداراتها أستاذ الإعلام د. محمد الحيزان، تعمل على خدمة الإعلان بصفته تخصصاً أكاديميا ومهنيا مستقلا له أهدافه ومسؤولياته ومهامه.
لذا سعت جريدة الجزيرة في حفل دبي إلى الاحتفاء بشركاء الصحيفة والتحضير للمرحلة الإعلانية القادمة كون الجزيرة تنتشر منذ سنوات وسط الجيل القادم في المؤسسات التعليمية بالجامعات السعودية؛ حيث تعتبر جريدة الجزيرة أكثر حضورا في الجامعات؛ سواء النشر الورقي أو الالكتروني, إضافة إلى كونها تغطي قطاعا واسعا من المحافظات والمدن التي بدأت تتوسع تنمويا وبشريا,كذلك توجهها إلى استيعاب جيل الإعلام الجديد الذي سيقود الجريدة في هذه المرحلة, حيث يعمل جيل الإعلام الجديد حاليا في بناء الهياكل الفنية والإدارية استعدادا للمرحلة القادمة التي ستشهد طروحات إعلانية جديدة.