حين استمعت إلى خبر إحباط محاولة دخول مخدرات إلى الوطن يوم الأربعاء الماضي أحسست بالفاجعة والكارثة لان بلادنا تتعرض إلى هجوم واعتداء من مجموعات ودولة وعصابات عالمية وليس نشاطا لمغامرين ومهربين وتجار، بل هي خطط دول معادية تعمل على تدمير بلادنا بأي وسيلة والمخدرات واحدة من الأسلحة.
في السنة الماضية 1434هـ تقدر قيمة محاولة تهريب المخدرات بمبلغ (5) مليارات ريال, وفي الربع الأخير من عام 1434هـ تمكنت الجهات الأمنية من القبض على (875) متهماً منهم (231) سعودياً، تقدر قيمتها السوقية بأكثر من مليار وسبعة وثمانين مليون ريال، وضبط 6 طن من الحشيش، و(10) ملايين قرص من الكبتاجون، وضبط 3,5 كيلوغرامات من الهيروين. هذه العمليات لا تأتي من مهربين مجردين أو تجار, هذه عمليات منظمة تعمل تحت غطاء دول.
توجد على حدودنا دول شكلت لنا قلائل وأخطاراً، هما سوريا بالدرجة الأولى وإن لم تكن حدودية واليمن، سوريا منذ أن كانت تدعي أنها دولة صديقة ومتعاونة ونحن نعاني منها تهريب المخدرات المنظم، وهي تعلم بالتهرب والعصابات وكيفية عمل الجماعات الممنهج, ورغم ذلك استمرت سوريا ولسنوات دون أن تتدخل وتمنع العمليات الإجرامية، ومع اختلال أمنها واندلاع الثورة في أرضها أصبح لتلك العمليات غطاء حكومي وبعلم النظام وربما تحت إدارته، باعتبار تلك العمليات جزءا من المواجهة فقد تطور أداء المهربين من خلال الطرق الاحترافية المهنية والتقنية لأننا في نظر النظام السوري خصوم وأعداء، لذا جاءت حملة المخدرات جزءاً من الحرب على بلادنا.
الضبطية الأخيرة التي أعلن عنها مساء الأربعاء الماضي كشفت عن تطور تقني عال في إخفاء المخدرات أثناء عملية التصنيع بالنسبة لهياكل السيارات والمعدات والأجهزة, وأيضا في محتويات الفواكه والمواد الغذائية لتكون جزءاً من مكون الفواكه والخضار.
أما اليمن حتى قبل الربيع العربي وانشغال الحكومة اليمنية بالأحداث الداخلية كانت عمليات التهريب منظمة واحترافية، لم تبذل السلطات اليمنية قبل الربيع العربي ما يكفي لمنع تهريب المخدرات إلى المملكة كون اليمن محطة لنقل وتوزيع المخدرات من بحر العرب والمحيط الهندي وإفريقيا إلى أسواق المملكة والخليج، واستمر ضعف الرقابة اليمنية لفترات طويلة قبل الربيع العربي, ومع الثورة الجديدة ضعفت السيطرة ومراقبة العمليات، وبالمقابل تقوت منظمات المخدرات التي شكلت شبه قوافل متقاطرة من أفغانستان عبر مياه المحيط الهندي وبحر العرب لتصل إلى اليمن ثم يدفع بها إلى أراضي المملكة والخليج.
بلا شك، إن قضية المخدرات ما هي إلا حرب وعدوان، وليست تجارة.