أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند توجَّه إلى إفريقيا الوسطى مساء أمس الثلاثاء بعد حضور مراسم تأبين نلسون مانديلا بطل النضال ضد الفصل العنصري في سويتو (جنوب إفريقيا). وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية لوكالة فرانس برس بعيد وصول هولاند إلى جوهانسبرغ إن «الرئيس سيتوقف في بانغي بعد مغادرته جنوب إفريقيا في المساء بعد مراسم التأبين». وتأتي زيارة الرئيس الفرنسي هذه التي لم تُعلن من قبل إلى عاصمة إفريقيا الوسطى في اليوم الخامس من العملية الفرنسية «سانغاريس» لإعادة الأمن إلى البلاد. من جهته دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما مواطني جمهورية إفريقيا الوسطى إلى نبذ الكراهية والسعي للمصالحة بعد أسابيع من تصاعد العنف الطائفي. وقال البيت الأبيض إن دعوة أوباما جاءت في رسالة صوتية سجَّلها يوم الاثنين في العاصمة السنغالية داكار فيما كانت طائرة الرئاسة «اير فورس وان» تتزود بالوقود في طريقها إلى جوهانسبرج، حيث من المقرر مشاركة الرئيس الأمريكي أمس الثلاثاء في مراسم تأبين رئيس جنوب إفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا الذي تُوفِّي الأسبوع الماضي. وحث أوباما مواطني جمهورية إفريقيا الوسطى على «إظهار الشجاعة المطلوبة في الوقت الراهن» وإظهار «الحب لبلدك من خلال رفض العنف الذي يهدد بتمزيقها». ودعا الحكومة الانتقالية في جمهورية إفريقيا الوسطى «للاستماع» إلى أصوات السلام وإلقاء القبض على المسؤولين عن العنف. وأضاف أوباما «نحن نعرف ما يحدث عندما تنزلق المجتمعات إلى العنف والانتقام». وتابع «لا يجب أن يكون الأمر بهذه الطريقة».في غضون ذلك، قُتل جنديان فرنسيان في اشتباك ليل الاثنين/ الثلاثاء في بانغي في اليوم الخامس من العملية العسكرية «سانغاريس» الرامية إلى إحلال الأمن في إفريقيا الوسطى، على ما أعلنت الرئاسة الفرنسية. وأفاد قصر الإليزيه في بيان بأن الرئيس فرنسوا هولاند «بُلّغ بحزن شديد سقوط جنديين فرنسيين من فوج المظليين التابع لمشاة البحرية في المعركة». وتابع البيان بأن «رئيس الدولة يعبّر عن احترامه الشديد لتضحية هذين الجنديين، ويجدد ثقته الكاملة بالقوات الفرنسية المنتشرة إلى جانب القوات الإفريقية من أجل إعادة الأمن إلى جمهورية إفريقيا الوسطى وحماية السكان وضمان وصول المساعدات الإنسانية». وهي أولى خسائر تُعلن في صفوف القوات الفرنسية منذ بدء العملية العسكرية الخميس. وباشر الجنود الفرنسيونالاثنين عملية حساسة لنزع أسلحة الميليشيات والمجموعات المسلحة بعد موجة من أعمال العنف الدموية، أودت بحياة نحو 400 شخص في بانغي. وأعلنت رئاسة أركان الجيوش الفرنسية مساء الاثنين في باريس أن المجموعات المسلحة التي كانت تسيطر على شوارع بانغي انسحبت من معظم مواقعها، وتجمعت في معسكر في عاصمة جنوب إفريقيا، وأن المواطنين «لم يعودوا مهددين». وتشهد إفريقيا الوسطى حالة من الفوضى وأعمال عنف بين مختلف المجموعات، بما فيها مواجهات دينية بين المسلمين ونصارى منذ أن أطاح تحالف يهيمن عليه المسلمون في حركة سيليكا بالرئيس فرنسوا بوزيزيه. وبعد حصولها على الضوء الأخضر من الأمم المتحدة الخميس نشرت فرنسا 1600 عسكري في إفريقيا الوسطى دعماً للقوة الإفريقية في البلاد (2500 جندي).