طالبت القائمة العراقية الخميس الحكومة بكشف من وصفتهم بالفاسدين الحقيقيين الذين «يعشعشون» تحت مظلتها، فيما دانت مذكرات الاعتقال الصادرة بحق بعض قيادات التيار الصدري، ودعت البرلمان الى وقف هذه «المهزلة البائسة»، وقالت القائمة في بيان لها إن «بعض القوى النافذة في الحكومة صعدت وتيرة أساليبها الرخيصة في تسقيط منافسيها من القوى السياسية الوطنية مع اقتراب موعد الانتخابات، بافتعال الأزمات والاتكاء على قضاء مسيس يأتمر بأمرها»، مبينة أن «آخرها استصدار مذكرات قبض واستقدام بحق بعض قيادات التيار الصدري»، وأضافت القائمة أن هذه المنهجية المفضوحة في استهداف المنافسين لم تعد تنطلي على أحد، لا سيما وأنها تتكرر مع كل موسم انتخابي، لتبعد الأنظار عن فشلها، وتلصق التهم بخصومها. وأوضحت أن «اختلاق الأزمات الذي بات يطبع سلوكيات بعض القوى النافذة يرمي هذه المرة الى خلط الأوراق»، متهمة تلك القوى «بمحاولة تعطيل إجراء الانتخابات في موعدها المحدد خلافاً لتصريحاتها المعلنة، بعد أن أدركت أنها الخاسر الأكبر فيها»، وأشارت الى أن بعض القوى تريد دفع الناخبين الى عدم الإقبال على صناديق الاقتراع تشكيكاً بعدم جدوى العملية الانتخابية أو في ضرب الرموز الوطنية بمنعها من المشاركة فيها او تشويه سمعتها او في التغطية على قضايا الفساد الحقيقية في البلاد، وناشدت الرأي العام بفضح هذه الممارسات وكشف زيفها، والوقوف الى جانب القوى الوطنية لعبور الخندق الطائفي المسيس الذي يحاول البعض تعميقه لتحقيق مكاسب رخيصة على حساب دماء العراقيين الأبرياء التي تراق يومياً دون وازع او رادع، مطالبة الحكومة بكشف «الفاسدين الحقيقيين الذين يعشعشون تحت مظلتها». وفي صعيد آخر كشف عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية النائب عن ائتلاف دولة القانون عدنان المياحي عن أن أحد الانتحاريين في مبنى جواهر مول بمحافظة كركوك كان كردياً من أهالي السليمانية، وقال المياحي في تصريحات صحافية له إنه إذا صحت الأخبار التي ذكرها قائد عمليات دجلة بأنهم وفروا معلومات لمحافظ كركوك قبل أسبوعين، فهذا الأمر يتطلب من الحكومة المركزية استدعاء محافظ كركوك والتحقيق معه فضلاً عن مساءلته بشأن منعه القوات العراقية من ممارسة عملها في تحرير الرهائن، مضيفاً أن البرلمان بدوره ملزم بفتح تحقيق مع المحافظ، مشيراً الى أن مواقع التكفيريين والقاعدة بثت صورة لمواطن عراقي من السليمانية مالقومية الكردية وكان أحد الانتحاريين المشاركين في هذه العملية الإرهابية، وكان قائد عمليات دجلة عبد الأمير الزيدي قد وصف عملية تحصن المسلحين في مول تجاري لأكثر من ثماني ساعات بـ»مهزلة للقطعات الأمنية»، فيما لفت الى أن رفض إدارة كركوك تدخل قوات الجيش وقتل المسلحين يعد قراراً خاطئاً، وقال الزيدي في تصريح صحفي إن قائد الفرقة 12 في الجيش العراقي أعلن عن استعداد قطاعه الانقضاض على المسلحين والقضاء عليهم خلال ثلاثين دقيقة، لكن رفض إدارة كركوك الخاطئ ومنع حتى الطائرات العسكرية من توفير الغطاء الجوي أتاح الفرصة للمسلحين التمركز في مول تجاري لساعات، الى جانب ذلك أعلن محافظ كركوك نجم الدين كريم عن أن القوات الأمنية سيطرت بشكل كامل على مبنى (جواهر مول)، مشيراً الى أن إدارة المحافظة كانت تعلم بمخطط الإرهابيين، وقال كريم: كنا على علم بأن الإرهابيين كانوا يخططون لتنفيذ أعمال أرهابية، وكنا دائماً نذكر الأجهزة الأمنية بالحيطة والحذر، لأنه عندما يحدث استقرار لا يعني أنه لن يحدث شيء، مشيراً إلى أن القوات الأمنية تقوم بالتحقيق الآن مع أرهابيين اعتقلتهم خلال مشاركتهم في الهجوم.