زار وزير الاقتصاد والتخطيط أمس الخطوط الجوية العربية السعودية، حيث شملت الزيارة عدداً من قطاعاتها ووحداتها الإستراتيجية.
واستهل الدكتور محمد بن سليمان الجاسر زيارته بجولة في أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران، حيث كان في مقدمة مستقبليه نائب مدير عام الخطوط السعودية عبد العزيز بن رحيم الحازمي وعدد من كبار مسؤولي «السعودية»، حيث رحب به نائب المدير العام نيابة عن مدير عام الخطوط السعودية معالي المهندس خالد الملحم وكافة منسوبي «السعودية» متميناً لهم زيارة موفقة، منوهاً بجهود الدكتور محمد الجاسر من خلال عضويته السابقة بمجلس إدارة الخطوط السعودية.
وأشار الحازمي إلى أهمية مثل هذه الزيارات بين مختلف القطاعات الحكومية والأهلية، التي تسعد «السعودية» بها في إطار حرصها على التواصل مع كافة المؤسسات والقطاعات بهدف التعريف بخدماتها ودورها في خدمة الوطن والمواطن ودفع عجلة التقدم والنماء والازدهار في بلادنا الحبيبة.
بعد ذلك قدم كلٌ من مساعد المدير العام التنفيذي للشؤون التجارية ورئيس الوحدة الإستراتيجية للأكاديمية عرضين مرئيين الأول تضمن إحصائيات شاملة وخططاً إستراتيجية للخطوط السعودية خلال الفترة الماضية والمستقبلية، والثاني شمل معلومات تفصيلية عن الأكاديمية والإنجازات التي تحققت في هذا المجال الحيوي والدور الذي تقوم به في تأهيل وتدريب الكوادر السعودية في صناعة الطيران، ومسيرة الأكاديمية في تطوير برامجها لتدريب الطيران وتأهيل الكوادر السعودية في هذا المجال.
بعد ذلك تجول الجاسر في أروقة وأقسام الأكاديمية، حيث استمع إلى شرح متكامل عن تأهيل وتدريب أعضاء طاقم القيادة الجوية من طيارين ومساعدين، وكذلك المستجدين من المتدربين على الطيران، كما تم الاطلاع على ما تمتلكه الأكاديمية من أجهزة تشبيهية حديثة لمختلف أنواع الطائرات، وكذلك مرافق تدريب السلامة والإنقاذ وما تقدمه من دورات متخصصة في هذا المجال.
إثر ذلك توجه الدكتور الجاسر إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي، واطلع على مرافق صيانة الطائرات وزيارة عددٍ من الورش المتخصصة في صيانة الإليكترونيات والمحركات وأجهزة هبوط الطائرات والمعدات المكملة والعَمرة الأساسية للطائرات، وشاهدوا عرضاً من رئيس الوحدة الإستراتيجية، أكد من خلاله على ما يمثّله هذا القطاع من أهمية كبيرة في تجهيز الطائرات للمتطلبات التشغيلية اليومية مع التأكيد على حرص إدارة المؤسسة على تطوير هذا القطاع وتحديثه، حيث يُعتبر حالياً من أفضل مراكز الصيانة في المنطقة وذلك من خلال المقارنات والشهادات المقدمة من جهات عالمية متخصصة ومحايدة.
وفي نهاية الزيارة قال وزير الاقتصاد والتخطيط: «بدايةً أنا لست غريباً عن الخطوط السعودية فقد كنت عضواً لمجلس إدارتها لفترات طويلة، والهدف من الزيارة هو الاطلاع على قطاع الطيران، خصوصاً ما تمثّله الخطوط السعودية وأين وصلت من تقدم وما هي خططها المستقبلية وخصوصاً الإمكانات البشرية والفنية، وقد رأيت حقيقة ما يثلج الصدر»، مؤكداً أن أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران لا مثيل لها في المنطقة وهي تدل على أن المملكة تسعى وتؤكد إلى الاستثمار في شباب الوطن لإيجاد قطاع حيوي وديناميكي في صناعة وخدمات الطيران، مشيراً إلى أن أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران تمثّل لبنة قوية في بناء اقتصاد المعرفة وهذه الأكاديمية مبنية على معرفة متقدمة جداً في علوم الطيران.
وأكد أن ما وصلت إليه الخطوط السعودية من تقدم ونجاح في تأهيل كوادر بشرية متخصصة هو مثال حي عن ما ننشده ونتحدث عنه في بناء اقتصاد المعرفة، مضيفاً بقوله: ما رأيناه من الأعمال الفنية وأعمال الصيانة وعَمرة المحركات الكاملة والأجهزة المعقدة في أكاديمية الطيران وقطاع الصيانة بالخطوط السعودية، حيث كنا نرسل الكوادر والأجهزة والمحركات إلى الخارج، الآن شبابنا يقوم بذلك والأهم من ذلك أن شبابنا اليوم يراكمون المعرفة ويتعلمون ويكنزون ما تعلموه لينقلوه إلى أقرانهم السعوديين، وهذا هو مؤشر التنمية الاقتصادية وهو يُعتبر أول مؤشر لبناء اقتصاد معرفي».
وأوضح أن خطط الاقتصاد المعرفي أصبحة متداولة بشكل كبير وفعّال في جميع القطاعات الحكومية بدعم وتوجيهات عليا من حكومتنا الرشيدة، التي تؤكد ضرورة إعداد إستراتيجية شاملة لنقل المجتمع السعودي إلى مجتمع معرفي، مشيداً بما نتجت عنه زيارته للخطوط السعودية، حيث أكد أن «السعودية» من خلال مرافقها الحيوية وكوادرها البشرية المؤهلة خطت خطوات كبيرة في بناء اقتصاد معرفي وتدعم تنمية الاقتصاد الوطني ومستقبلها مشرق بإذن الله».