الناس شهود الله في أرضه
بداية أشارك الأكثرية في الدعاء سائلا الله أن يشمل محمد أحمد الرشيد برحمته. وأن يعظم أجر محبيه وخاصة أسرته..
كغيري من محبي معالي الدكتور محمد أحمد الرشيد أديت الصلاة عليه وتقبلت العزاء فيه كأستاذ لي وصديق.. لم أتمكن من تقديم العزاء لإخوانه وأبنائه وعميد أسرة الرشيد بسبب الزحام وكثرة المصلين وتنوع المعزين..، زرتهم اليوم الثالث في منزلهم لاعتقادي أنه سيكون يوما خفيفا مما سيتيح لي التعزية والمواساة.. ولكني فوجئت باستمرار كثرة المعزين من جميع الأطياف والجنسيات.....
غادرت بعد آذان العشاء ولم أتمكن من تقديم العزاء لعميد الأسرة، الرجل الفاضل الشيخ محمد عثمان الرشيد وفي اليوم الرابع زرتهم في المنزل وما زال الناس يتوافدون للعزاء، كنت حزينا كغيري من محبيه لا أذيع سرا رغم حزني عليه ولم أستطع حبس دمعتي وأنا أنظر إليه النظرة الأخيرة وهو مسجى على الأرض، في تلك اللحظة التي يقدم لي فيها التعازي الصديق اللواء عبدالرحمن الشبانة.. إلا أنني بعد أن شاهدت هذا الزخم من المعزين فرحت كثيرا له لأنني أدركت أن المخلصين والصادقين المجاهدين من أبناء هذا الوطن سيلقون جزاءهم ليس في الآخرة فقط بل في الدنيا من أبناء هذا الوطن النبلاء....
نعم رغم ما واجهه من تحديات وقذف واتهام بدينه بلغت حد الألم حيث كان يعاني منها معاناة كبيرة.. لم يقابل تلك القسوة بمثلها.. أذكر أنني كنت معه في جلسة مختصرة خارج المملكة قال وهو يرد على أحد الحضور أثار خطبة إحدى الجمع التي بالغ في قسوته ملقيها متهما معاليه بأقذع الصفات حينها اكتفى بقول حسبي الله ونعم الوكيل... الله يسامحهم رددها ثلاث مرات ولم يمتلك عاطفته فغادر المجلس ليعود إليه بعد أن سيطر على تأثره.....، الرشيد وغيره من رجالات الوطن كان بحاجة ماسة إلى المساندة لا إلى الإعاقة إلى درجة المحاربة، أتمنى أن تكون نهاية الرشيد درسا لنا جميعا وأن ندرك (أن من يبحث عن رضا الله وأن سخط الناس يرضى عنه الله ويرضي عنه الناس) أعتقد والله أعلم إلى حد الجزم أن هذا ينطبق على محمد الرشيد الذي عرفته بقوة إيمانه. الناس شهود الله في أرضه.
كتابه عن المرأة وحقوقها في الإسلام يكشف رؤية واعيه لتكريم الإسلام للمرأة ويكشف لمن تقول عليه وقت دمج الرئاسة بوزارة المعارف لتكونا مؤسسة واحدة باسم وزارة التربية أن الرجل يدرك أهمية المؤسسة التربوية في الرفع من شأن الإنسان بصرف النظر عن جنسه... حاولت طباعته ليكون ضمن مطبوعات هيئة حقوق الإنسان بصفتي عضوا سابقا بمجلس الهيئة ومشرفا على مركز الإعلام والنشر، ولكنني لم أستطع ذلك رغم طلبي من الأستاذ عثمان الأحمد عضو مجلس الهيئة والصديق المشترك، دعم هذه الفكرة عند معالي الرئيس.. ولكن الجهود لم توفق.
بالمناسبة قبل فترة ليست بالقصيرة اقترحت على معالي أمين مركز الحوار الوطني الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن المعمر بصفته أمينا للمركز ونائبا سابقا لسمو وزير التربية والتعليم أن يتبنى فكرة إقامة ورشة عمل مغلقة يشارك فيها سمو وزير التربية والتعليم وأصحاب المعالي وزراء التربية والتعليم السابقين وسمو الأمير خالد بن فهد بن خالد والذي كان له بصمة إيجابية على تطوير وزارة المعارف وغيره من المسؤولين السابقين في التعليم الذين قاموا بأدوار إيجابية تسجل لهم في جلسة مغلقة تقوم على المصارحة والمكاشفة والمواجهة لنخرج بتصور متكامل للوصول بالتربية والتعليم إلى ما يتمناه الجميع لمستقبل هذه الأمة ورفعها إلى والد الجميع خادم الحرمين الشريفين.. أتمنى أن يرى هذا الاقتراح النور قبل أن نفقد الآخرين.
