تحقق بنات حواء تقدما سريعا وكاسحا على كافة المستويات ومن يتابع ما يجري على الساحة سيجد أنهن اقتحمن الكثير من المجالات التجارية والاجتماعية والتعليمية والإعلامية وغيرها، و(شكل) الحكاية في ازدياد ولم تعد استرجاع لبعض الحقوق التي يرددن دائما بأن الرجال عملوا على مصادرتها! وكان ذلك هو سر مناداتهن بنيل حقوقهن كمواطنات، ليعملن كما يعمل الرجال يتساوين معهم في الحقوق والواجبات! لكن المراقب للوضع سيجد أن المسألة وصلت إلى درجة المزاحمة على الفرص في كثير من نواحي الحياة فالمرأة أصبحت توقع في دفتر الحضور لكثير من المؤتمرات والندوات وعدد من الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية بعد أن كان الرجل هو الحاضر الوحيد!!
ما يتحقق للمرأة بهذه السرعة يجعل بعض الرجال يضعون أيديهم على قلوبهم لأن أقل وصف لما يجري أنه غزو نسائي شامل ومنظم على كثير من المواقع والتي كان طوال الشوارب أو حتى من هم بلا شوارب يسيطرون عليها إلى عهد قريب! ولكن الواضح أنها عملية زحزحة منظمة من قبل النساء مستغلات ما للرجال من سعة صدر ومستظلات بأجواء الانفتاح المحلية، وعلى سبيل المثال فأحد مؤتمرات الحوار الوطني كانت أعداد النساء المشاركات يساوي عدد الرجال! وأعتقد أن هذه النسبة لم تكن مرضية لبنات حواء رغم أنهن احتللن لأول مرة كراسي كانت (محجوزة) ومملوكة بـ(وضع اليد) للرجال! كما دخلت المرأة إلى مجلس الشورى، وفي وقت قريب استحدثت أقساما نسائية في بعض الجهات الرسمية لتتعامل النساء مع بعضهن وليخدمن بعضهن بعيدا عن سيطرة الرجل وأسلوبه الجاف بالتعامل، وصار من حق المرأة أن تخلع الرجل وتبهذله في المحاكم، وللنساء سيارات خاصة يقودها الزوج أو سائق خاص! والبنوك صار للمرأة فيها حساب تسحب منه وتضيف إليه بدون علم الرجل الذي كان إلى عهد قريب يبتلع كل الراتب أو (يجمرك) منه عددا لا بأس به من فئة الخمسمائة ريال!! ولهذا فعيونه الآن مفتوحة لآخر درجة على حسابات مكتنزة ولا يستطيع أن يفعل معها شيئا لأن ليس له حق السحب أو التسحيب كالسابق حيث سحبت منه صلاحية التوقيع وبقي له حق الفرجة المجانية! هذا الانفراج السريع لم يكن موجودا قبل سنوات قليلة.
وللإنصاف فقد كان رجال وطنيون ينادون بإنصاف المرأة ولم تكن لوحدها تنادي بذلك، ونيلها لكامل حقوقها هو ما يجعل من المجتمع سليما معافى وهو في مصلحة الوطن فبناء الأوطان لا يتم إلا بمساهمة الجميع رجالا ونساء كل في مجاله، ولكني أخشى أن تتمادى النساء حتى لا يتركن للرجال شيئا! وعندها سنضطر نحن الرجال لمطالبة المجتمع النسائي بالمساواة وباسترجاع الحقوق وهذا قد يستغرق عشرات السنين وعددا من المؤتمرات والندوات والمناقشات والحوارات الوطنية ولهذا يجب أخذ (التعهد) الخطي عليهن أن لا يكون نيلهن لحقوقهن له تبعاته المستقبلية على حقوق الرجال!!