اليوم الثلاثاء (قبل أسبوع).. والمكان برنامج كورة في روتانا خليجية.. الحدث معتاد.. والحديث عن مباراة دورية.. الموعد خميس.. والحكاية لا تزيد على ثلاث نقاط.. والفريقان شباب وأهلي.. الأجواء بين الناديين صافية.. والمناوشات لا وجود لها.. ومعسكر الفريقين متفرغ تماماً للقاء.. فجأة يتداخل الأمير فهد بن خالد في البرنامج مع الزميل تركي العجمة.. اللغة تختلف.. والطقس الصحو تهب عليه رياح عاتية من الرئيس الأهلاوي.. يصرح فيبدد السكون: (مباراتنا مع الشباب الله يستر وش اللي راح يصير فيها).. ثم يزيد التوجس أكثر فيضيف: (الوعد الخميس، وشف وش بيصير).
اليوم الموعود جاء.. والخميس الذي التهب بعد تصريح الأمير قد حل.. صافرة الحكم الهذلول تنطلق.. اللقاء مباشرة يتحول إلى أشبه بحلبة مصارعة.. باخشوين وبصاص وبلغيث يمارسون الركل بكل صنوفه.. والكروت ملتحفة جيب الحكم مع خوفه.. الهذلول يكتفي بالمشاهدة.. والجمهور يصاب بالذهول.. الخيبري يشاركهم الحفلة.. بعد أن شاهد سلبية الحكم.. شوط يمر لا شيء فيه من كرة القدم سوى الاسم.. وشوط ثان أفضل وأجمل وربما لكرة القدم أقرب.. الصقر يتطاول برأسه فتشعر الشباك بذبذبات الاهتزاز.. والقدم اليمنى له توقع الهدف بكل امتياز.. دقائق من كرة القدم الحقيقية ما تلبث أن تنتهي ونعود للعنف والخشونة.. تدخل ينهي مسيرة موسم نايف هزازي.. والحكم لا يجد بجيبه سوى بطاقة صفراء.. والمحصلة فوز أبيض ويوم للروح الرياضة أسود!
الرئيس الشبابي يخرج على الرياضية.. ويتحدث بدقيقتين أو ثلاث عن فرح أشبه بالمنقوص لخسارة هزازي.. يتحدث عن علو كعبه على منافسه.. وينتقد تساهل الحكم في منح الكروت.. ويعرج على تصريح رئيس الأهلي قبل اللقاء وتحديداً حديثه عن الحكام.. تنتهي دقيقتا الرئيس الشبابي يصمت ويمضي.
تالياً، في ذات القناة نائب رئيس الأهلي يطلب حق الرد فيصرح.. ومحامي النادي وعضو إدارته خالد أبو راشد يهرول من قناة إلى أخرى.. في العربية مع بتال وفي برنامج كورة خليجية وحتى ببرنامج المجلس والساعة قريباً من الثالثة فجراً.. يتحدث عن شكوى رئيس الشباب.. أما رئيس المركز الإعلامي للأهلي فيصدر بيانا.. و(بعض) إعلاميي الأخضر يتداخلون في كل ما أمكن من برامج.. الكل مستاء من هاتين الدقيقتين والتهمة لماذا يقول البلطان: الشباب يتفوق على الأهلي وأعلى كعباً!
لا أدري هل أصبح قول الحقيقة جرماً؟!.. فإحصائياً..في آخر 10 مباريات لم يفز الأهلي بالدوري على الشباب سوى في لقاء وحيد في العام الماضي.. أما الحديث عن بطولات الدوري وهي بالتأكيد المعيار الأصدق لقوة فريق على الآخر.. فالأهلي يحتاج لسنين ليقترب حقيقة من رقم الشباب الذي وصل للرقم 6.. حيث لم يحصل سوى على اثنتين أقربها قبل أكثر من 30 عاماً أي قبل أن يولد كل لاعبي الفريقين الآن!
المدهش في بيان الأهلي لغته المتعالية على رئيس الشباب وحديثه عن عدم إلمامه بتاريخ ناديه وأن الفوز على الأهلي بنظر البلطان بطولة.. في حين أن التاريخ يقول عكس ذلك، ففضلاً على التفوق الشبابي بالمواجهات المباشرة تحديداً في فترة رئاسة البلطان بالدوري.. أيضاً إطلالة بسيطة فقط لفترة رئاسة الرجل التي امتدت لسبع سنوات فقط.. نجد أنه تحصل - إضافة لبطولات الكؤوس - على الدوري لمرتين وهي ذات العدد وكامل المحصلة للفريق الراقي منذ تأسس!
أما أكثر ما أدهشني في ذلك المساء هو محاولة لي عنق الحقيقة.. حيث وُصف تصريح البلطان.. بأنه الفعل الذي أثار الجميع وذلك على لسان محامي الأهلي وأن لهم الحق بردة الفعل.. في حين أن الوقائع تقول إن حديث الإدارة الشبابية كان يوم الخميس أي أنه تالٍ لظهور رئيس الأهلي الذي كان يوم الثلاثاء.. ولا أدري فلربما هناك من عبث بالرزنامة ليصبح الخميس قبل الثلاثاء!
عموماً، لست ضليعاً بالقانون لكن المتابع لتلك الشكوى التي تحدث عنها محامي الأهلي الأستاذ خالد أبوراشد وهو يتنقل من قناة لأخرى ضد رئيس الشباب.. بتهمة تلفظه بعبارات مسيئة ضد محمد أمان مدافع الأهلي.. تجعلني أتساءل ما هو المسوغ القانوني لمحامي الأهلي وهو يطلق للسانه العنان ويتهم البلطان بالتلفظ والإساءة في أكثر من قناة فيما يشبه تشويه السمعة.. في حين أن الأمر مجرد شكوى لم تثبت ولم يبت فيها حتى الآن.
أما الشكوى الثانية فهي قمة التناقض.. وهي تؤكد فعلاً أنه ليس البلطان من يعاني من عدم الاتزان كما وصفه بيان المركز الإعلامي.. وإنما الطرف الآخر عند الخسارة من الشباب.. فهل يعقل أن يتحدث محامي الأهلي عن رفع شكوى ضد البلطان لاتهامه رئيس الأهلي بالضغط على الحكام.. في حين أن بيان الأهلي يتهم البلطان بذلك.. حيث تضمن ما نصه: (أن نادي الشباب في عهد رئيسه الحالي هو من تسبب في وصول التحكيم في الدوري وفي المسابقات الأخرى على الوضع الذي هو عليه الآن)!!
بقية المساء.. والمساءات التالية.. الصوت الأهلاوي عالياً في كل البرامج.. ومسئولوه يتداخلون في أكثر من قناة.. الكل يقذف حممه تجاه قمة البلطان.. لا أحد يتحدث عن إصابة نايف هزازي.. لا أحد يطلب من محمد أمان أن يعتذر.. قمة (الرقي) تتجلى من الطرف المتضرر.. وتحديداً نايف هزازي فيطلب من الجميع عدم مهاجمة أمان أو الدعاء عليه.. أي خلق أجمل من هذا؟!.. وأي لوحة أبدع بعد ذلك من محمد نور وهو يلبس قميص نايف.. وأي تعاضد أكمل من جمهور الهلال وهو يحمل لافتة الدعاء له.
أخيراً، في حين أن هناك من يصف البلطان بما لا يليق ويتحدث عن فكره.. يأتي الرد مباشرة من الاتحاد الآسيوي باعتماد فكرته بفصل الشرق عن الغرب في البطولة الآسيوية إلى ما قبل النهائي.. بالفعل هناك من يترك الأقوال ويعمل.. وهناك أقصى ما يفعله (يلعلع)!!
تمريرات مشفرة
- قانونه أصفر.. وعداه نظره أعور.. كهولته ربما هي سبب كرهه (للشباب).. وهي ما تفسر ما يعانيه قلمه من اكتئاب.
- قلمه لم يكتب يوماً (ما يحمد).. وأفكاره هي (للسطحية) أقرب.. ومع هذا عمل معد وصحفي وشاعر ومهرج!
- يقول الأرض أرضه ولا أحد (قده).. وهو من أستوديو برنامج تم (طرده).. أي فخر بعد هذا تجاوز حده!
- فكره محدود أشبه بعلبة (السردين).. ومع هذا يحاول لعب دور (سمك القرش).. مسكين!
- صوته نشاز.. وتعليقه إزعاج بامتياز.. والأدهى (مصدق) نفسه أنه قمة الإعجاز!