أفكار تستحق الانتشار TEDx

أبرز مَن شخَّص أزمة (الأفكار) مفكران اثنان هما السعودي إبراهيم البليهي والسوري جودت سعيد، انحازا في مشروعهما للفكر المتجدد والتخلص من أساليب التفكير الرديئة, واتفقا على أن التقدم لا يحصل إلا بالفكر والإبداع والعقل المتجدد وإن اختلفت في ذلك منطلقاتهما، إلا أنهما يؤكدان على أهمية (الفكرة الذكية)، فهي عند سعيد (فكرة غير عنفية) تصلح للتغيير، وهي عند البليهي جديرة بدق (حصون التخلف).

البليهي يرى أن العقل يحتله الأسبق إليه، سواء كان الأسبق أفكاراً صحيحة أو خاطئة, وهذا كفيل بتراكم الجهل في المجتمعات العربية لأن الجهل سبق إلى عقلها ومازال يحتل منطقة كبيرة منها, والإنسان ـ عادة ـ لا يسعى إلى تغيير أفكاره, ويصف البليهي ذلك بالمعضلة، ما يجعله يؤكد على ضرورة وجود (صدمة) مهمتها إفاقته.

في حين يرى سعيد أن ظهور الأفكار الأصيلة ودعمها بدون عنف، كفيلة بتلاشي الأفكار الهزيلة، ويضيف: “ دعم المعروف كفيل بتلاشي المنكر “، ويدلل على ذلك بقوله تعالى: {جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ} على اعتبار أن الباطل يتلاشى فور ظهور الحق.

هناك فكرة ذكية ظهرت في كالفورنيا تحت مسمى TEDx ابتدعها كل من: Richard Wurman وHarry Marks. و TEDx منظمة غير ربحية كرست نفسها لترويج الأفكار التي تستحق النشر. وكانت قد بدأت على شكل سلسلة مؤتمرات تتواصل لمدة اربعة أيام قبيل 25 سنة, وهي تعني: TED = Technology.Entertainment .Design في حين تعني (x) حدثاً منظماً باستقلالية.

في مجتمعنا نحتاج إلى مفكرين وفلاسفة واستراتيجيين وإلى مهرجانات تنشر الأفكار الصحيحة بأسلوب حضاري كحدث TEDx، وليس إلى ردود أفعال سريعة وشكايات وصراخ، وقبل ذلك نحتاج إلى (نظام) عمل شامل وليس إلى مدير عام يصطف البشر عند بابه حتى يتفضل عليهم بتوقيعه ممهوراً بختم دائري وموثق بصادر ومشفوعات وكشف استلام.

نستدعي مثل هذه الأطروحات عندما نرى مشروعات (غبية) توصف بأنها تنموية, أو قرارات (ضررها أكبر من نفعها) أو أفكاراً حزبية لا تخدم غير أصحابها، ما يجعل (الفشل) صديق هذا الصنف من المسؤولين في حلهم وترحالهم.