وجد الأهلاويون أنفسهم بين ليلة وضحاها أمام أمر لا مفر منه وهو الاستغناء قسرياً عن خدمات البرازيليين فيكتور سيموس وبرونو سيزار والعراقي يونس محمود وذلك بعد تسارع الأحداث خلال أربع وعشرين ساعة فقط كان قبلها الثلاثي من أهم ركائز الفريق والدعامات الأساسية في مشواره نحو تعديل المسار والعودة إلى المنافسة على لقب دوري عبداللطيف جميل للمحترفين ليصبح فجأة خارج الحسابات تماماً، وحاولت (الجزيرة) استقصاء حقيقة التحول الجذري في حالة الثلاثي عبر السطور التالية:
سيموس ونهاية قصة سعيدة بقرار برتغالي مفاجئ
تأتي البداية مع النجم الأبرز في الفرقة الخضراء وأهم محترف أجنبي مر على تاريخ الأهلي بحسب آراء شريحة من الجماهير والمحليين وهو البرازيلي فيكتور سيموس صاحب أكثر رصيد تهديفي لمهاجم في تاريخ الأهلي برصيد 82 هدفاً سجلها خلال ما يقارب الثلاثة أعوام التي قضاها مرتدياً القميص الأهلاوي وكان خلالها سبباً هاماً وبارزاً في تحقيق كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال في موسمين متتاليين وكذلك التأهل إلى نهائي دوري أبطال آسيا.
وعلى عكس المتوقع لم تتطلب نهاية عهد المهاجم الملقب بالسفاح مع الأهلي سوى قرار اتخذه ذلك البرتغالي صاحب الشخصية القوية وهو فيتور بيريرا عصر أمس الأول عندما استبعده من قائمة الفريق المغادرة إلى الرياض للقاء الشباب مساء أمس في الجولة 11 من دوري عبداللطيف جميل للمحترفين في قرار مفاجئ لكافة الأوساط الأهلاوية وخاصة إدارة النادي التي حاولت ثنيه عن القرار إلا أنه أصر وأعلن تحمله الكامل لتبعات قراره.بينما كان للاعب ردة فعل سريعة عندما توجه إلى منزله ليطل على جماهير الأهلي بعد القرار بساعتين عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) حيث أبدى صدمته الكبيرة وحزنه من قرار المدرب مشيراً إلى أنه كان يتأهب لمرافقة زملائه إلى العاصمة إلا أن المدرب قال له: (إذهب إلى المنزل أنا لا أحتاجك.. لست ضمن مخططاتي حتى نهاية الموسم) ليصدم فيكتور بتلك العبارات ويعود إلى استذكار ماضيه الجميل مع الأهلي محاولاً فهم ما حدث ولم يجد الإجابة الشافية.
أما الإدارة الأهلاوية فقد حاولت ثني المدرب عن قراره وعندما لم تستطع وقفت معه وأكدت دعمها وثقتها الكاملة بكافة قراراته بل إنها لامت فيكتور كثيراً عبر أحاديث إعلامية على أحاديثه عبر صفحته الشخصية في تويتر مشيرة إلى أنها توقعت منه تقبل قرار المدرب ودعم زملائه قبل اللقاء الهام.
نجومية 15 نوفمبر تبعد العراقي من حسابات بيريرا
وكانت قصة العراقي يونس محمود مختلفة تماماً، حيث كشفت مصادر (الجزيرة) إلى أن السر وراء قرار فيتور بيريرا بإبعاده عن حساباته جاء بسبب تيقنه بأن يونس محمود لا يمتلك الجدية الكاملة في أدائه مع الأهلي مرجعاً ذلك إلى ما حدث من اللاعب قبل مباراة الأهلي والفتح 7 نوفمبر الماضي عندما انسحب محمود من المغادرة مع الفريق إلى الأحساء بداعي تعرضه للإصابة وعدم مقدرته على المشاركة مع الفريق في اللقاء ليفاجئ بعد ذلك فيتور بيريرا عندما رأى لاعبه ينضم لمعسكر منتخب بلاده عقب لقاء الفتح بيومين بل ويشارك في المباراة أمام السعودية 15 نوفمبر ويقدم مستوى مميزاً ويسجل هدف منتخب بلاده الوحيد، حيث أعتبر المدرب البرتغالي أن تصرف اللاعب يدل على رغبته في الابتعاد عن الإرهاق وخشيته من الإصابة قبل اللقاء الهام لمنتخب بلاده.
حيث عاد بعد ذلك يونس محمود إلى جدة وشارك فريقه في اللقاء الأخير أمام التعاون إلا أن أداءه كان ضعيفاً وأهدر العديد من الفرص السانحة للتسجيل ليأتي قرار المدرب بإبعاده تماماً عن الفريق.
برونو يختار اللحاق بزملائه والوجهة إلى البرازيل
ولم تمض سوى ساعات قليلة على قرار مدرب الأهلي بإبعاد الثنائي فيكتور سيموس ويونس محمود عن قائمة فريقه حتى ظهر زميلهم البرازيلي برونو سيزار في حديث إعلامي عبر إحدى المحطات الإذاعية في البرازيل وكان حديثه بمثابة الرسائل لإدارة ناديه والجماهير الأهلاوية، حيث قال: عقدي مستمر مع الأهلي حتى عام 2016 إلا أنني سأقاتل للعودة إلى بلاده خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية وتمثيل أحد الفرق الكبيرة في البرازيل بحثاً عن فرصة للمشاركة مع المنتخب الوطني في كأس العالم 2014، وأسهب برونو في الحديث عن تجربته في السعودية، مشيراً إلى أنه تعلم منها الصبر والتغلب على ظروف المناخ والثقافة والعادات بالإضافة إلى قلة وسائل الترفيه.وتشير مصادر (الجزيرة) إلى أن الأهلاويين لن يمانعوا في استقبال العروض المقدمة للظفر بخدمات اللاعب خصوصاً وأن فيتور بيريرا كان قد أبدى للإدارة عدم رغبته في استمرار سيزار مع الفريق خلال الفترة المقبلة قبل أن يسبق اللاعب قرار ناديه ويعلن رغبته بالرحيل.