بصراحة وقبل أن أبارك لفريق ولاعبي النصر فوزهم بلقاء الديربي وكسر الحاجز النفسي للقاء الفريقين الذي امتد لأكثر من عقد من الزمن، أبارك للاعبي الفريق الذين كانوا على مستوى الحدث وأثبتوا للعالم أجمع بأنه لا يوجد مستحيل مع الإرادة, لقد رفض اللاعبون قبل أن ترفض الإدارة والمدرب عودة الثلاثي البرازيلي للمعسكر بعد أن خرجوا منه رغم أن الإدارة قامت بتأمين جزء من المبلغ على أمل أن يشاركوا إلا أن إصرار اللاعبين خاصة حسين عبدالغني ومحمد نور والسهلاوي وغالب الذين مثلوا زملاءهم بصوت واحد لا للي ذراع الإدارة، وفي اعتقادي أن عدم مشاركة اللاعبين الثلاثة كان أحد أهم عوامل الفوز فإبعادهم من قبل زملائهم اللاعبين وتحمل المسئولية جعلهم يقدمون مستوى وتعاونا غير مسبوق كاشفاً ومؤكداً لما سبق ذكره بأن النصر وإدارته ضحية سماسرة ومنتفعين يجلبون أنصاف اللاعبين وبأسعار فلكية وهم لا يضيفون للفريق سوى الأعباء المالية والمشاكل مع الأندية والاتحادات الأخرى.
لقد أثبت اللاعب السعودي أنه على قدر المسئولية متى ما كان تركيزه مع زملائه داخل الملعب.. أقول مبروك من قلبي لكل نصراوي وأقول هاردلك لكل هلالي فقبل اللقاء قلنا: إنها لا تتعدى 3 نقاط ولكن كان اللقاء الأخير دروساً قدمت بالمجان من جميع النواحي وعلى رأسها قيمة اللاعب المحلي ومستوى فكره متى ما توفرت العوامل لديه، كذلك الحضور الجماهيري المميز وأخيراً الأداء الرائع للحكم الإيطالي الذي بأسلوبه وبقراراته قدم درساً مجانياً للحكام العرب وليس للسعوديين فقط والذي أتمنى أن يستفيدوا منه فليس عيباً أن تتعلم من الآخرين.
يا هلاليون.. لا تخدعوا أنفسكم
قد يستغرب الكثير أن يحصل هذا الحديث من كاتب بميول نصراوية ولكن- ولله الحمد- مع افتخاري بنصراويتي إلا أنني أتحدث وأكتب بكل حيادية فجميع أندية الوطن لديّ على العين والرأس وما أريد أن أتطرق إليه هذا اليوم منبثق من حس وطني فالهلال فريق مهم على خارطة الكرة السعودية فتراجعه سيؤثر على مسيرة الرياضة، كما حدث في وقت سابق للنصر وما يحدث حالياً مع الأسف لنادي الاتحاد، فالهلاليون ما زالوا يصرون أن لديهم عناصر ولاعبين يفوق مستواهم مستوى أي لاعب آخر، ولا ينقصهم إلا التوظيف الجيد داخل الملعب، ولكن في اعتقادي أنهم يخالفون الواقع ويكابرون فهذا كان في الماضي, أما اليوم فباستثناء 3 لاعبين فقط هم: ياسر الشهراني وسالم الدوسري وناصر الشمراني لم يعد لديهم من اللاعبين المحليين الذين يستطيعون أن يتحملوا المسئولية، أو أن يطلق عليهم نجوم, فالحراسة وخط الظهر بلا لاعبين مميزين، كذلك الارتكاز وصناعة اللعب فالهلال تراجع في تقديم اللاعبين، وهذا ناتج عن غياب المدرسة الهلالية التي كانت تضخ لنا نجوما مروراً بالناشئين والشباب، فهلال اليوم ليس هلال الأمس! فقد يختلف بعضهم معي ويختزل تراجع الهلال إلى مجاملة الكابتن سامي الجابر وتسليمه مهمة تدريب فريق كبير يفوق امكانياته، وهذا الشيء واقع وحقيقي ولكن عليكم أن تتمعنوا بلاعبي الفريق فلن تجدوا ذلك اللاعب الذي يستطيع أن يحمل الفريق باستثناء الثلاثي آنفي الذكر، وعلى الهلاليين إدارة وأعضاء شرف أن يتحركوا وبأسرع وقت إن هم أرادوا لزعيمهم الاستمرار حاضراً على مستوى القارة والذي غاب بريقه طويلاً عن زعامتها.
نقاط للتأمل
- للمرة الألف يثبت لاعبو الهلال والنصر بأن لقاء القمة رائع من جميع النواحي السلوكية والتنظيمية وعدم وجود مشاكل وهذا ما أثبتته الأيام ما عدا أشياء لا تذكر!.
- أشكر الكابتن حسين عبدالغني الذي استمع إلى نصيحتي التي وجهتها له عبر عدة منابر إعلامية وكان في مستوى المباراة من جميع النواحي وخاصة الانضباطية وهذا ما نأمله من أبو عمر دائماً.
- فوز العالمي على الزعيم يجب ألا نغفل عن بعض الملاحظات والتي كان أبرزها احتفاظ اللاعبين إبراهيم غالب وشايع شراحيلي بالكرة أكثر من المطلوب وهما الخط الأول للدفاع مما يعرضهما لحرج كبير عند انقطاع الكرة.
- في أكثر من لقاء ومنذ الموسم الماضي وأنا أقول وأكرر أن دفاع الهلال ما يوكل عيش واليوم أصبحت حقيقة، فالهلال تلقى 11 هدفاً في 10 جولات وهذه سابقة لم تكن موجودة في التاريخ الحديث للهلال.
- أعتقد لو أن لاعبي النصر «الثلاثي المطرود» ساهموا لما آلت النتيجة لما آلت إليه، وهذا في علم الغيب ولكن يعلم الجميع أن السهلاوي ونور كانا في الاحتياط ولكن إبعادهم كان فيه خير للعالمي.
- أتمنى من الإدارة النصراوية إذا ما أرادت مزيداً من الاحترام والتقدير أن تبتعد عن السماسرة المنتفعين سواء المعد أو الرجل القريب من أعضاء الشرف فهم لا ينفعون فهمهم مصالحهم الشخصية.
- أتمنى أن تشكيل اللجنة التي وجه بها سمو الرئيس العام لرعاية الشباب للنظر في مشاكل الاتحاد أن تؤتي ثمارها وتحل ولو جزءا بسيطا من المشاكل فالاتحاد ناد غال علينا جميعاً.
- من أول الموسم وأنا أقول وأكرر بأن فريق التعاون الحصان الأسود للدوري لما يقدمه من مستويات رائعة حتى وصل الآن فوزه على الأندية الكبيرة وعلى ملعبها وأعتقد لولا ظلم التحكيم لوجدنا التعاون في المربع الأول على مستوى الفرق.
- أعتقد أن الأهلاويين استعجلوا كثيراً بإصرارهم وإلحاحهم للعب على ملعب النادي فهو ليس مهيأ خاصة من الناحية الأمنية لصغر المساحة وقد رأينا التجاوزات التي حصلت في اللقاء الأخير عندما خسر الفريق من التعاون.
- أتمنى من لجنة الاحتراف عدم التهاون في سداد مستحقات جميع اللاعبين المحترفين في جميع الأندية، فاليوم هناك أكثر من 5 أندية محترفة وكبيرة لم تقم بسداد مرتبات لاعبيها لأشهر طويلة وهذا يتنافى مع مبدأ الاحتراف.
خاتمة:
الصمت إجابة بارعة لا يتقنها الكثير .... فأنا في صمتي سحر لا يرحم الآخرين
ونلتقي عبر جريدة الجميع «الجزيرة» ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.