كتب الدكتور سعد بن عبدالعزيز الكليب نائب رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام لشئون التحقيق -سابقا- في الأسبوع الفائت مقالاً رصيناً وعميقاً في معانيه الوفائية.. هنا عبر هذه صفحة التاريخية.. تحدث فيه وبرؤية تاريخية عن رائد من رواد الحركة الرياضية بالمملكة وهو الشيخ عبدالله الزير (90 سنة) -متعه الله بالصحة والعافية- تناول فيها مسيرته الاجتماعية والإنسانية والرياضية.
« الشيخ عبدالله الزير معروف أنه من رموز رياضة الوسطى الذين ساهموا في دعم حركتها قبل أكثر من 50 عاماً مع الشيخ عبدالرحمن بن سعيد وعبدالله بن أحمد ومحمد الصائغ-رحمهم الله- الذين نهضت رياضة العاصمة على أكتافهم وقدموا خدمات جليلة وتضحيات جسمية, وعطاءات بارزة خدمة للرياضة وشباب الوطن. والرمز الكبير (أبو محمد) يعتبر من الشخصيات المؤثرة في مسيرة نادي الرياض تحديدا.. وأكثرهم حبا وتواصلا والتصاقا بكيانه المخضرم.. فبعد تأسيسه بان مسماه القديم (أهلي الرياض) عام 1373هـ, تبرع بمنزله في حي الشميسي ليصبح أول مقر للنادي.. واحتواه بالكور والملابس أمور الصرف على أنشطته الرياضية مع باقي رجالات المدرسة ودعم مسيرته عقودا من الزمن وحظي بمكانة رفيعة في قلوب عشاق البيت الأحمر.. فقد تشرفت بمعرفته قبل 3 عقود زمنية, وتحديداً بعد التحاقي بصفوف المدرسة وتمثيلي درجة الشباب ثم الفريق الأول في حقبة الثمانينيات الميلادية.. وكان (الشيخ عبدالله) من أبرز الداعمين للإدارات التي تعاقبت على مسيرة النادي العاصمي حتى وفي ظل كثرة تنقلاته وسفرياته بحكم مشاغله التجارية كان يتواصل مع أصحاب القرار داخل أروقة النادي والأخذ بمشورته الحكيمة ورؤيته العميقة للأمور المنبثقة من وعي وكياسة واتزان وتجربة, والأروع في حياته اهتمامه بالعمل الإنساني وقيمه النبيلة التي تشكل جزءا من شخصيته المتميزة (خلقا وكرما وسخاء وقيما وتواضعا) فقد طالت مواقفه النبيلة العديد من الحالات الإنسانية سواء بعض لاعبي المدرسة أو غيرهم.. وانتشالهم من مغبة ظروفهم المعيشية والصحية.
- ولا غرابة من ذلك فالشيخ (عبدالله الزير) كشخصية رياضية واجتماعية عرف عنه الكرم الحاتمي كسلوك فطري جبل عليه.. فداره ومنذ 50عاماً ما زال مفتوحا يستقبل الرياضيين القدماء بمختلف ميولهم ويتواصل مع محبيه.. فبقى قلبه ..النقي..الوفي.. ينبض (حبا) للجميع يقابلهم بكل ابتسامه وتواضع وبشاشه حتى مع تقدم سنه (90عاما) مازال يسير على نهجه الأخلاقي وقيمه الأصيلة.. وربما من النادر في هذا الزمن نجد نماذج سلوكية واعية.. مثل (أبي محمد) في خصاله الإنسانية وسماته التربوية, وأخيرا وليس بآخر أتمنى أن يبادر الاتحاد السعودي لكرة القدم بتكريم رموز كبار, ورواد عمالقة خدموا الحركة الرياضية عقودا من الزمن وتركوا بصماتهم الخالدة وعطاءاتهم البارزة شاهدة على ريادتهم ومكانتهم ومنجزاتهم الرياضية.. ولعل الشيخ عبدالله الزير أحد هذه الأسماء التاريخية التي ينبغي أن تحظى بالتكريم اللائق الذي يتناسب مع حجم خدماته وتضحياته ودوره الريادي في حقبة البناء الرياضي بوطننا الغالي.