كان- يرحمه الله- إبان حياته تقياً كريماً ذا أخلاق عالية وسجايا رفيعة لم ينقطع عن محبيه لحظة واحدة يشاركهم الأفراح والأتراح.. يواصلهم في المناسبات.. إنه المغفور له بإذن الله تعالى الأخ العزيز والزميل الأديب والمؤرخ الأستاذ سليمان بن ملفي الأفنس الشراري يرحمه الله الذي غيبه الموت في محافظة طبرجل في منطقة الجوف بعد حياة أفناها في طاعة الله ثم خدمة ولاة الأمر والوطن.. فهكذا هي حال الدنيا نزول وارتحال وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والأكرام، وكل نفس ذائقة الموت لا محالة.. فالزميل العزيز سليمان الأفنس الشراري واحد من رجال الصحافة والأدب والثقافة والتراث في بلادنا وقد عرفه الجميع من خلال مؤلفاته وبحوثه ذات الصلة بالأدب والتراث والتي نال لقاءها العديد من شهادات التقدير وتم تكريمه في أكثر من محفل ولقاء ويعد الراحل من أوائل من ساهموا في إثراء الحركة الثقافية والأدبية في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون على مدى سنين طويلة كان خلالها منارة من منارات الصحافة والثقافة والأدب، ويتضح ذلك جلياً من خلال عشرات الكتب التي قام بتأليفها في مواضيع متعددة، كما أن الراحل- يرحمه الله- يعد من مؤسسي النادي الأدبي في الجوف وعضو شرف في نادي تبوك الأدبي ونادي جازان الأدبي، كما أنه كان- يرحمه الله- يشغل عضوية هيئة الصحفيين السعوديين وعضوية الاتحاد العام للصحافيين العرب، وكان عضو شرف في اتحاد المؤرخين لتراث القبائل وأنسابها ومن مؤسسي نادي طبرجل الرياضي، وكانت له العديد من الكتابات الصحفية في جريدة الجزيرة وصحف أخرى محلية وعربية.. فقد كان المغفور له الزميل والأديب سليمان الأفنس الشراري إبان حياته يرحمه الله منارة في الأدب والثقافة، وكان يتمتع بشعبية كبيرة من محبيه.. فكل ما أود الإشارة إليه عن هذا الزميل العزيز أنه كان محبوبا لدى الجميع بما كان يتمتع به من أخلاق فاضلة وسيرة عطرة واحترام للجميع.. فالزميل العزيز وإن رحل عن الدنيا فهو باق بما خلفه من أدب وتراث ومهما أردنا أن نتحدث عن مآثر هذا الزميل فإننا لا نستطيع أن نفيه حقه أبدا في أسطر كهذه ونحن قد ودعنا أخاً فاضلاً وأستاذا عزيزا في قلوب يعصرها الألم وعيون ذرفت الدموع حزنا على فراق هذا الزميل لنحمد الله على قضائه وقدره ونسأله جل وعلا أن يتغمده بمغفرته ورضوانه وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجعل ما قدمه للأدب والثقافة والتراث في موازين حسناته وأن يلهم أخاه سليم وابنه إبراهيم وإخوانه وأخواته ووالدتهم وعائلة الأفنس وقبيلة الشرارات كافة الصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.