ألم اقل لك..
سر سريعاً..؟!
لا تتوقف..
لا تنظر إلى الوراء..
المشهد..
كليب...
مؤلم..
موجع...
لكن مطر الذكريات...
ينهمر في أيار..
أو حزيران..
يؤلم، يوجع...
مطر ليس كالمطر...
يسقط ثقيلاً...
يعيد الرسم...
والتشكيل...
بلا ألوان أو زيوت أو رتوش...
جمر الذاكرة يتوهج...
في كل عام... وفي كل يوم...
يحيي النكبة الأولى...
يبعث أيام النكسة الأخرى...
نكبة تدمي جراحها قلبي..
نكسة تشحذ آثارها عقلي...
لم لا...
قد ولدت...
وأنا ابن قضية...
تؤلمني...
توقظني...
تذكرني...
ما بقيت القضية قضية...
مطر، مطر، مطر...
ليس كمطر الذكريات مطر...
تمطرنا الذكريات..
في المواسم...
دموعاً...
أو دماً...
لا تعرف طريقاً...للنسيان...
تتجدد...
تتوقد...
تستيقظ...
في كل صباح ومساء...
يتألم منها الجسد...
شوقاً للوطن...
يكتوي العقل بنار الذكرى...
لكن الروح صامدة...
تنبعث من رقادها...
تنتشر في كل الأرجاء...
تعلي الصوت..
مرفوعة الرأس..
فوق صفيح...
صاقع...
ساخن...
يأبى الصدأ..
ترفض التسليم...
ذاكرة حية...
تتلألأ...
تتجدد...
عصية على النسيان...
ما بقيت القضية، قضية..!!