حلَّ عيد الأضحى المبارك، وكل عام وأنتم بخير، نشارك العالم أجمل الأماني، وندعو الله أن يكون العام الجديد خيراً من العام، بل من الأعوام السالفة، تتحقق فيه أطيب الأماني لكل الناس، دون تمييز أو تفريق بين جنس أو لون أو دين، وأن يسود الوئام والوفاق والمحبة والسلام بين البشر، وأن تتوقف الحروب العادلة والظالمة، فكلها حروب وجراح ودم وقتل وخراب، وأن يهزم الفقر والجوع والمرض، وأن يتطور العلم في كل ما يفيد ويبتعد عن كل ما يضر. والله نسأل أن تتحقق هذه الأماني، وأن يسعد الناس بعام خال من الحرب والإرهاب والجوع والفقر والمرض.. ملؤه الفرح والحياة.
ما أجمل أن يصبح الحلم الجميل حقيقة! كعودة الطائر إلى عشه، والموطن إلى موطنه، لا يحول دون عودتهما حائل أو مانع...
نحمل حلمنا ونرحل فيه ويرحل فينا، شأننا شأن الطيور الحالمة العائدة إلى عشها تحمل حلمها الجميل وما التقطته من حب في الطريق يملؤها الحب والسعادة والحياة، التي تغرد فوق الأغصان، وتحلق في أعالي السماء وتعود إلى عشها الصغير، إنه الوطن لا يمنعها منه مانع، ولا يحول دونها حائل ولا جدار ولا جيش ولا ساتر ولا حاجز....
الفلسطيني الطائر يعيش وطنه في داخله في خلايا دمه، وفي أنفاسه شهيقاً وزفيراً، فلسطين الحاضرة الغائبة يحملها معه أينما حلَّ أو ارتحل، يطوف الدنيا بها ويحلم بالعودة إليها إلى ضفاف المتوسط وإلى زهر الليمون في سهول غزة ويافا وطولكرم وإلى زيتون نابلس والقدس ورام الله وإلى عنب الخليل وإلى ضفاف طبريا وبلح أريحا ودير البلح وعبق الزهور في الجليل والكرمل وإلى الحنطة في صحراء النقب.
إنها فلسطين تأبى أن تغادره ويأبى أن يغادرها، إنها المعاناة الحقيقية خمسة وستون عاماً ونيف، والحلم جميل معافى في قلبه وعقله، حلم البلبل بالعودة إلى عشه، إلى منبت النباتات والنبوءات والرسالات، إلى وطن الحب والفرح والحياة إلى وطن الوئام والسلام.... إلى الوطن الذي لفظ كل الغزاة وانتصر دائماً إلى السلام والأنبياء.. فإليك يا وطن العشاق تحيتي.. وكل عام وأنت بخير....
كل عام والحالمون العاشقون بخير....