كم طفلة وئدت في مهدها أو فراشها على يد عاملة إثيوبية (نظامية الإقامة أو مخالفة) مستأمنة عليها وعلى منزل الأسرة برضاها وبمقابل مادي لا تحظى به أيّ عاملة منزلية من نوعها في أكثر بلدان العالم، كم أسرة فجعت بمصيبة على أيدي مثل هؤلاء المسميات بالخطأ عاملات منزليات، وكم جريمة تمَّت بتدبير هذه العصابات التي اجتاحت بلادنا كما يجتاح الجراد الزرع والمرعى دون هوادة أو مقدمات؟ ومع كل الضجر والقلق الأهلي والرسمي جراء ذلك، لم يستيقظ سعادة السفير الإثيوبي من سباته اللذيذ في ربوع الرياض الوادعة المطمئنة، وكأن الأمر يخص دولة خارج المجرة الكونية، كان هذا السكون والصمت من سعادته محل شكٍّ وريبة عند كثير من المواطنين، غير أن من أحسن الظنّ فسّره بأنّه سكوت الخجل والحرج مما يفعله بني قومه في بلادنا في جنّة اللَّيل بل وفي رابعة النهار دون حياء أو وجل، وحين حان الرحيل في إطار حملات التصحيح المشروعة التي تطال جميع جنسيات المتسللين والمخالفين لأنظمة الإقامة والعمل، ومع تكاسل المتسللين الإثيوبيين عن انتهاز الفرص الثمينة للتصحيح، ومع تراخي السفارة الذي يتضح الآن أنّه متعمّد، إما لجهل بأصول المهنة أو لأمر يدبر بليل مع جهات مغرضة ستستفيد من ازعاج المملكة واشغال سلطاتها بمثل هذه الزوابع، وكلا الاحتمالين وارد وخاطئ بالوقت ذاته، مع ذلك حدثت أعمال الشغب الإثيوبية المفتعلة وما تبعها من نتائج لم تكن مستغربة، استيقظ عندها سعادته لكنه لم يفق تمامًا ليدرك مدى الجرائم والنتائج الوخيمة التي سببها متسللو بني جلدته وانعكست آثارها على مصالحهم، استيقظ ليطالب بتفسيرات تفصيلية عاجلة من سلطات المملكة عمّن آذى وأقلق راحة المتكدّسين في (منفوحة) وغيرها، وادَّعى أن النساء والأطفال الإثيوبيين تعرضوا للمضايقات في منازلهم وإلى السرقات، وطالب بتوفير الرِّعاية الصحيَّة والغذائيَّة لمن نقلوا إلى مراكز الإيواء على حساب حكومة المملكة، وهو يدرك أن أيّ من المواطنين لا يجرؤ على الاقتراب من الإثيوبيات حاملات السواطير والسكاكين المتمرّسات بالشعوذة والسحر والغدر فمن سيبيع نفسه ويقدم على ذلك، ثمَّ إنّه لم يتحدث عن تعاون بلاده في تكاليف الإيواء والترحيل وخلافه، لأنَّه استيقظ ولم يفق، لا زالت عيناه مقفلتين عن مشاهدة الحقائق فلا يَرَى إلا ما يريد أو يريد من أملى عليه تصرفاته، وللتأكيد بأنّ السفير لا يتحدث من تلقاء نفسه، إليكم بيان الخاجيَّة الإثيوبية: أدانت وزارة الخارجيَّة الإثيوبية مقتل إثيوبيين من رعاياها، في أحداث الشغب الأخيرة التي شهدها حي منفوحة بالعاصمة السعوديَّة الرياض، وطالبت بتفسير عاجل من السعوديَّة فيما يتعلّق بهذا الشأن، وجاء في بيان أذاعه التليفزيون الإثيوبي أن الوزارة تدين تمامًا مقتل الشخصَيْن الإثيوبيَيْن، وتطالب بتفسير عاجل من السعوديَّة فيما يتعلّق بهذا الشأن، وأعربت الحكومة الإثيوبية عن شعورها بالحزن العميق حكومةً وشعبًا لمقتل اثنين من رعاياها المخالفين في الرياض.
وأضاف البيان أن وفدًا كبيرًا سينتقل قريبًا إلى الرياض لهذا الغرض، مفيدًا أن المشاورات ستستمر مع الحكومة السعوديَّة من أجل حماية أمن وحقوق الرعايا الإثيوبيين وضمان كرامتهم الإنسانيَّة.
البيان الإثيوبي لم يلتفت لأيِّ إيجابيَّة تجاه المملكة.