كان لي شرف الحضور والاطلاع خلال افتتاح صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض، يرافقه معالي وزير الصحة وعدد من كبار المسؤولين، التوسعة الجديدة للعيادات والخدمات المساندة والمشاريع التطويرية بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض يوم الأربعاء 13 نوفمبر الجاري، وهي المشروعات التي يتم إنشاؤها واستحداثها أو تطويرها بشكل مطّرد ومستمر، تفرضها الحالة والمرحلة الزاهية التي يعيشها المستشفى؛ إذ يمر بمنعطف تطويري غير مسبوق يواكب ما تعيشه المملكة في كل جوانب الحياة، ويتماهى مع النجاحات المتتالية التي يحققها هذا الصرح الطبي المهم والحيوي في بلادنا الغالية لخدمة العنصر الأغلى، وهو المواطن، وهي النجاحات التي شهدت بها أعرق الجامعات ومراكز الأبحاث العالمية المتخصصة في طب العيون، ولا أدل على ذلك من حصول المستشفى على المراكز الأولى المتقدمة ولسنوات عدة على مستوى العالم العربي والشرق الأوسط، وهي حقيقة موثّقة، وليست مبالغة للاستهلاك الإعلامي، ولم يكن ذلكم الحضور المميز على مستوى كبار المسؤولين لرعاية افتتاح الأقسام والمرافق الجديدة والتوسعات الباهرة إلاّ تأكيداً واعترافاً من القيادة الرشيدة لهذا المستشفى المتخصص ببلوغه مراحل متقدمة من التطور والإنجازات مع العطاء الجاد السخي خدمة لإنسان هذا البلد الكريم، وهي في الوقت ذاته شهادة من رعاة الحفل، ومن خلفهم قيادة لم تألُ أو تدّخر جهداً ولا مالاً في سبيل دعم جهود المخلصين، بأن هذا الصرح الطبي ما كان ليصل للعالمية لو لم يقيّض الله سبحانه له هؤلاء النخبة من قمة الإدارة إلى آخر قائمة العاملين فيه، ممن شهد لهم متلقو الخدمة بالجد والإخلاص والتفاني بالعمل بقدر المستطاع، ولا يلام المرء بعد اجتهاده.
ولمواجهة الإقبال المتزايد على خدمات المستشفى بسبب الصدى الطيب والواسع للإنجازات المتحققة؛ إذ يستقبل المستشفى أكثر من ألف مريض يومياً، فقد تطلب زيادة في الكادر الطبي؛ وبالتالي توسعة الأقسام والمرافق وتعدد العيادات. فمثلاً تمت زيادة بعض العيادات إلى 50 %، والعمليات الصغرى إلى 100 %، والصيدلية الخارجية ومنطقة انتظار المرضى 400 %، والصيدلية الداخلية 35 %، وبنك العيون وأهلية العلاج 54 %، وتوسعة المختبر وصحة الموظفين وجدولة العمليات 25 %، كما أن هناك مشروعات تحت التنفيذ تبلغ كلفتها نحو 114 مليون ريال، إلى جانب مشروعات في مراحلها الأخيرة لاختيار المقاول المناسب بتكلفة تقديرية تبلغ 320 مليون ريال، وقبل ذلك تم العمل الدؤوب للسيطرة على قوائم الانتظار بتكليف فرق عمل تنجز المهام بطرق مدروسة ومجدولة بمراحل محددة. ويمكن الإشارة هنا إلى أن المستشفى في إطار جهوده التطويرية قد وقّع اتفاقية مع جامعة (جون هوبكنز) الطبية بالولايات المتحدة الأمريكية بموافقة من المقام السامي، تشمل الأبحاث والتدريب والتعليم وخدمات المرضى، وبدأت حيز التنفيذ من أول يوم من عام 2011، وكان لهذه الاتفاقية نتائج ملموسة في المجالات العلمية المتقدمة، ولاسيما أن المستشفى عمل على استقطاب عدد من أطباء الجامعة الموهوبين المعروفين عالمياً للعمل هنا للاستفادة من خبراتهم وإنجازاتهم، ولن أسهب في سرد إنجازات المستشفى فهي خير من يتحدث عن صدق نوايا القائمين على هذا المعلم الطبي في عاصمتنا الحبيبة، وما الإعلام إلاّ مرآة ترصد لتقول لأحدهم أحسنت وللآخر دون ذلك.