يرعى صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز، أمير منطقة الباحة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين يوم الثلاثاء القادم 23محرم الجاري حفل افتتاح مركز رعاية الأطفال المعوقين بمنطقة الباحة، والذي تبنى إنشاءه الشيخ علي بن إبراهيم المجدوعي وأبناؤه ، ويعد المركز الأول من نوعه في المنطقة ، ويعد نموذجاً لتفاعل أهل الخير مع احتياجات المجتمع .
هذا وقد أكملت جمعية الأطفال المعوقــين تأثيث وتجهيز المركز وحشد فريق العمل من المتخصصين في الأقسام التعليمية والعلاجية والتأهيلية تمهيداً للتشغيل التجريبي الذي يبدأ مع الافتتاح الرسمي مباشرة .
وأعلن الأمين العام للجمعية الأستاذ عوض الغامدي أن فرق التقييم الطبي والتعليمي انتهت من تقييم عدد من حالات الأطفال المتقدمين للالتحاق بالمركز ومدى انطباق شروط القبول عليهم .
ورفع الغامدي بالنيابة عن كافة منسوبي الجمعية والمستفيدين من خدماتها أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز ، أمير منطقة الباحة لما تفضل به من متابعة حثيثة ودعم ملموس لمراحل الإنشاء حتى تم الإنجاز بهذه الصورة المشرفة ، والتي تمثل إضافة رائعة للصرح الخدمية في المنطقة .
وأشاد الأمين العام بمبادرة الشيخ علي بن إبراهيم المجدوعي وأبنائه بتحمل كافة تكاليف إنشاء المركز واصفاً تلك المبادرة بأنها « نموذجاً يحتذى في العمل الخيري المؤسسي الذي يلبى احتياجات المجتمع وأولوياته ، وصورة رائعة لايجابية المواطنة «، داعياً الله العلى القدير أن يثيب الشيخ المجدوعى خيراً عن ذلك العمل .
وأوضح الغامدي أن إنشاء هذا المركز جاء عطفاً على ما أكدته الدراسة الميدانية عن حاجة المنطقة إلى برامج رعاية متخصصة لهذه الفئة ، وأقيم المركز على مساحة عشرة آلاف متر مربع، وتبلغ طاقته الاستيعابية 200 طفل يوميا، ووصلت تكلفته الإنشائية والتجهيزية إلى نحو 15 مليون ريال ، فيما تصل تكلفة تشغيله بكامل طاقته إلى أربعة ملايين ريال سنوياً.
وحول الخدمات التي يقدمها المركــز ، قال الغامدي « يقدم المركز منظومة من برامج الرعاية والعلاج والتعليم والتأهيل والتدريب والتوعية المجانية ، إلى جانــ ب الخدمات الاجتماعية والاستشارية للأطفال المعوقين وذويهم وتبدأ الخدمات العلاجية بقسم الاستقبال ، ومن ثم يحال الطفل إلى العيادات الاستشارية لإجراء الفحص العام والتشخيص من قبل فريق التقييم ، وبعد تقييم حالة الطفل يتم وضع البرنامج التأهيلي لكل حالة على حدة ، وتتكامل جهود عدد من الوحدات في تنفيذ برامج العلاج والتأهيل منها: العلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، عيادة الأسنان، عيادات علاج عيوب النطق وعلل الكلام، وحدة الخدمة الاجتماعية، وحدة الإقامة اليومية، المسبح الطبي.
وأضاف الغامدي « كما تتوفر داخل المركز برامج تأهيل تعليمية حيث يتلقى الطفل برنامجا تربويا تعليميا داخل المدرسة بالمركز والتي تضم ثلاثة مراحل تعليمية:
مرحلة الطفولة المبكرة - مرحلة التمهيدي - مرحلة الابتدائي بالإضافة إلى الأنشطة المساندة (القرآن الكريم - معمل الحاسب الآلي ، الورشة الفنية- غرفة المصادر).
وفيها تطبق مناهج تعليمية متخصصة تتناسب مع حجم ونوعية الإعاقة وسن الطفل، الأمر الذي يمكن الكثير من الأطفال من التأهل للالتحاق بمدارس التعليم العام بعد استكمال برامج التأهيل وتتولى الوحدة النفسية العناية بالطفل وتقييم قدراته العقلية بواسطة استخدام مقاييس الذكاء من أجل تحديد عمره العقلي مما يمكن المتعاملين مع الطفل سواء الأهل أو المعلمة من وضع أهداف تساعد على تطوير قدراته، وتأهيله لتجاوز ظروف إعاقته والتعامل مع الآخرين.
ويستطرد الأمين العام قائلاً « إلى جانب وحدات القسمين الطبي والتعليمي يضم مبنى المركز مقر الإدارة: ويشمل الوحدات الإدارية والمالية والخدمات المساندة، وقاعة الاجتماعات، إلى جانب سكن للموظفات من فريق القسم الطبي ممن سيتم التعاقد معهن من خارج منطقة الباحة.
ويشير الغامدي إلى أن تكلفة التشغيل السنوية ستصل إلى نحو أربعة ملايين ريال بعد اكتمال كوادره. ودعا الغامدي في ختام تصريحه أهل الخير إلى الإسهام في دعم نفقات تشغيل المركز مشيراً إلى أن آليات ذلك تشمل التبرعات كمصدر رئيسي لتمويل نفقات تشغيل المركز. ولإحداث نقلة نوعية جديدة في برنامج تنمية موارد المركز لدعم خدماته المجانية المتخصصة، فإن المركز بحاجة إلى إقامة مشروع خيري استثماري تحقق عائداته السنوية الاستقرار في دعم ميزانية التشغيل، وقد استندت الجمعية في ذلك إلى فتوى فضيلة المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، بأن المشاركة في إنشاء مشروع خيري لصالح الجمعية صدقة جارية، وعملاً من أعمال الخير والبر حيث سينفق ريعه على رعاية الأطفال المعوقين.
وفي تصريح صحفي لصاحب مبادرة بناء المركز، الشيخ علي بن إبراهيم المجدوعي قال «لقد شرفت وأبنائي بإتاحة الفرصة لنا للمشاركة في مساندة رسالة جمعية الأطفال المعوقين، وتلبية حاجة ضرورية للمنطقة التي نتشرف بالانتماء لها، ولأهلنا الذين هم جديرون بكل عرفان وتقدير من خلال إهدائهم مركز رعاية الأطفال المعوقين الذي نحتفل بمشيئة الله بافتتاحه وبدء تشغيله ، ليكون إضافة جديدة لمظلة الخدمات في المنطقة،
ويسعدني أن أحيي الجمعية وسمو رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، والعاملين في هذه المؤسسة الخيرية الرائدة على تبنيهم فكرة إنشاء هذا المركز.
كما أعرب المجــدوعي عن خالص الامتنان والتقدير لمقام صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز، أمير منطقة الباحة ، ولمقام الإمارة ولأمانة الباحة وللجهــات التي تفاعلت مع فكرة المركز،
ودعا الله أن يتغمد - صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز، أمير المنطقة السابق بواسع رحمته، وأن يثيبه خيراً عن ما قدمه من مساندة للمشروع.
وفي ختام تصريحه وجه المجدوعي الدعوة لأهالي الباحة للاستفادة القصوى من خدمات هذا المركز المتطور، وحث أهل الخير لمساندة توجه الجمعية لإنشاء مشروع خيري استثماري تخصص إيراداته لدعم نفقات تشغيل هذا المركز وخدماته المجانية.