أحياناً تدور في خاطري أسئلة لا أجد لها جواباً، ولا يمكن أن تمر هكذا دون أن أفكر فيها طويلاً وربما استقرت في الذهن سنوات، نعم قد تغيب لفترة من الزمن ولكن بواعث خارجية تجعلها تنطرح من جديد، وربما بصيغة مغايرة ولكنها تصب في ذات المسار وتتجه نحو الهدف ذاته:
(الأمطار وتخطيط المدن.. أحداث منفوحة والعشوائيات السكانية.. نزاهة والفساد المالي والإداري في دوائرنا الحكومية.. ومن قبل الإرهاب والتطرف في بلد الوسطية والعقيدة السلفية الصحيحة، وبين هذا وذاك.. أزمة الإسكان في بلاد شاسعة واسعة..البطالة في وطن النفط.. النقل العام في العاصمة الرياض.. ضعف التنمية في مناطق الأطراف.. الفقراء في ديار الأثرياء..!!)، ترى:
* أين مهندسي الأمانة والبلديات ووزارة النقل ومن قبل المواصلات حين تخطيط المدن وبناء الكباري وحفر الأنفاق ورصف الطرق والشوارع والممرات، أخطاء لا يمكن أن تمر على الإنسان البسيط فكيف بالمختص اللبيب الذي يستشعر مسئوليته أمام الله عز وجل ثم أمام المسئولين الذين وثقوا به وأسندوا له مهمة الإشراف والمتابعة والتشييد؟، و”لذلك صار “الغيث” الذي يستبشر به الصغار قبل الكبار والنساء مثل الرجال “مطراً” يخاف منه سكان كبريات مدننا، فشوارع الرياض وأنا أكتب هذا المقال “تغرق”، ومن قبل جدة، وحائل، وعرعر، وتبوك...!!.
* أين وزارة الاقتصاد والتخطيط التي أنشئت سنة 1390هـ وذلك من أجل إعداد تقرير اقتصادي دوري، وإعداد خطط التنمية الخمسية وتقدير إجمالي المبالغ اللازمة لتنفيذ هذه الخطط، وتوزيع الموارد وتوجيهها لأغراض التنمية والبنية التحتية ومتابعة نمو الاقتصاد السعودي، فقامت منذ إنشائها بإعداد تسع خطط خمسيّة تنموية تقول عنها الوزارة في موقعها الإلكتروني ، وكذا موسوعة “ويكيبيديا” المعروفة أنها: “ تمحورت حول رفع مستوى دخل المواطن ومستويات المعيشة إضافة إلى تحسين جودة البنى التحتية في الدولة” !!.
* أين نحن من عشوائيات المدن التي صار البعض منها بؤر فساد أخلاقي، وخطر يهدد أمننا الداخلي، وملاذ للمفسدين المتاجرين بالمخدرات والمروجين للمحرمات، ومقر للمخالفين الرافضين الانصياع لنظم البلد الذي نالوا من خيراته الكثير؟.
* لماذا يوجد من أبنائنا من يركب موجة التطرف ويسلك مسلك الإرهاب مع أنهم درسوا في مدارسنا ونشأوا بيننا داخل بلادنا، دار التوحيد وموطن الإسلام الصحيح، وجزماً وصلهم تحذير علمائنا الكبار أهل السبق والخير المعروفين بالتقى والصلاح من هذا المنهج التكفيري الخطير ونصحهم لهم و لعامة المسلمين من خلفهم بوجوب طاعة ولي الأمر والحذر من سفك دم المعاهد فضلاً عن أخيه المسلم الذي حرام الله دمه وعرضه وماله؟.
* لماذا وصل عدد المخالفين لنظام الإقامة في بلادي هذه الأرقام الفلكية، وأين كان يعمل هؤلاء،وهل درست الآثار المتوقعة جراء هذا الإجراء القوي والصارم في حق كل مخالف خاصة العلاقات الخارجية، وماذا بعد هذه الحملة الشاملة والواعية بخطورة هؤلاء على أمن واستقرار وتنمية ونهضة الوطن ؟.
* كيف انتشر الفساد في بلادي حتى دخل أروقة المحاكم وكتابات العدل فصارت الصحف تنقل لنا في صفحاتها الأولى أخبار قضاة ورجال عدل اقترفوا جرائم محرمة شرعاً ونظاماً !!، ولماذا وصلنا إلى الحال الذي اضطر ولي الأمر أن يعلن بنفسه حربه على الفساد ويؤسس هيئة خاصة لهذا الغرض، وإلى متى ورقمنا في ذيل قائمة الفاسدين، مع أننا ننتمي إلى دين حرم كل أنواع الفساد وشنع بالمفسدين وأوجب في حقهم عقوبات صارمة !؟.
* لماذا يرتفع صوت المواطن الذي يشتكي من البطالة في بلد يتسابق الغير للحصول على تأشيرة عمل للقدوم إليها التماساً للرزق وبحثاً عن لقمة العيش الحلال، هل المشكلة في العاطل الذي يريد وظيفة مفصلة عليه حسب المواصفات التي يتمناها أم أن المشكلة في النظام ولدى القطاع الخاص ؟
* هل استطاعت وزارة الإسكان أن تضع النقاط على الحروف وترسم خارطة طريق لعلاج المشكلة التي يعاني منها شريحة عريضة من شباب الوطن أم أنها ستكون سبباً في تعميق الفجوة وتأزيم الأزمة أكثر مما هي عليه الآن؟.
هذا مما عنّ لي صبيحة هذا اليوم من أسئلة تفرضها المرحلة التي تمر بها بلادي، وربما في ذهنية القارئ الكريم ما هو أهم وأكثر إلحاحاً ويحتاج إلى مطارحة ونقاش على طاولة الحوار الوطني الصريح والواضح دون مواربة أو مجاملة أو تكلف،، وأتمنى أن يكون الجواب على بعض التساؤلات “ما نراه لا ما نسمعه” دمتم بخير وإلى لقاء والسلام.