نحمد الله عز وجل على الخير الذي تتابع في كثير من مناطق المملكة خلال الأيام القليلة الماضية، وأسأله سبحانه أن يكون هذا الغيث صيباً نافعا، الشيء اللافت هو انتشار الشائعات وكثرة الرسائل والمسجات التي يتناقلها الناس في هذه الليالي، البعض منها قديم أعيد إرساله للتضليل ومن باب المزح، والبعض الآخر واضح فيه التلاعب والتزوير، والثالث صيغ بطريقة احترافية وأخذ صبغته شبه الرسمية بنسبته إلى صحف إلكترونية تحضى بالمتابعة من قبل شريحة عريضة في المنطقة التي تصدر فيها، ولكون مثل هذه الظروف الطارئة تحتاج إلى سرعة في اتخاذ القرار وإبلاغه ليصل إلى المستهدفين في حينه حتى يُقضى على مثل هذه الشائعات التي تسري سريعا في بيوتنا ولدى صغارنا الذين لديهم القابلية والاستعداد لتقبل مثل هذا النوع من الأخبار السارة لهم طبعا!!.. لذا أعتقد أننا في مثل هذه الأيام بحاجة ماسة إلى التأكيد على وجوب وجود متحدث رسمي نشط يتولى التواصل الجيد مع جميع قنوات الإعلام ذات الصبغة المحلية ،ويمكن الاتصال به من قبل الجميع وفي كل حين، ويجيد فن امتصاص ردود الأفعال السلبية التي قد تصدر ممن يهرولون في مثل هذه الأحداث، ويبحثون عن سبق حتى ولو على حساب الحقيقية ، إضافة إلى أهمية التأكيد هنا على وجوب توظيف مواقع الجهات ذات الصلة سواء أكانت الجامعة أو الإدارة العامة للتربية والتعليم بشكل كبير، وربط المعلم والموظف و الطالب بها، ومحاولة نشر الوعي وتثقيف ولي الأمر لجعله يستقي جميع معلوماته التي تخص ابنه من هذه المواقع الرسمية بكل سلاسة وسهولة ويسر ، وتعويده على ذلك حتى يصير لديه هذا الأمر سجية وطبيعة.
الأمر الآخر المرتبط في هذا الموضوع إسناد صلاحية تعليق الدراسة في المدارس لمدير المدرسة .. شخصياً أرى أن مثل هذه القرارات التي تهم جل إن لم يكن كل المجتمع يجب أن يتولى إصدارها من يقف على رأس الهرم الإداري فيها “مدير عام التربية والتعليم” حتى ولو كان قرار التعليق في جهة واحدة أو حتى في مدرسة بعينها، وهذا ما حدث بالفعل في ينبع التعليمية ومنطقة حائل مطلع هذا الأسبوع، إذ أنني أكتب هذه الحروف صبيحة يوم الأحد 7-1-1435 وصغاري في أسرتهم بعد أن أصدرت الإدارة العامة للتربية والتعليم في وقت متأخر ليلة البارحة تعليق الدراسة ولم تنتظر من مديري المدارس البت في هذا الأمر الطارئ في الصباح بعد أن يحضر الطلاب فيعيدونهم إلى منازلهم أو على العكس كما حدث الأسبوع الماضي ، والغريب أن التقنية لم توظف بعد من قبل كثير من المدارس التوظيف الأمثل فيبلغ ولي الأمر عن طريق رسائل الجوال بما تقرر “التعليق من عدمه” حتى يكون على بصيرة في أمره منذ البداية.
أعرض لهذا الأمر ونحن في بداية فصل الشتاء والأمطار بإذن الله في إقبال حتى يتسنى ضبط بوصلة القرار، خاصة وأن هناك معلمين ومعلمات ينتقلون من المدن إلى القرى وقد يسبب الوضع الضبابي حرجاً كبيراً لهم ولمديري ومديرات المدارس التي يعملون فيها وللطالب أيضا.. وهذا طبعا مرتبط بما يأتي من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البئية وكذا الدفاع المدني اللذين تقع عليهما مسئولية تحري الدقة فيما يصدر منهما من بيانات مع عدم المبالغة في أخذ الاحتياطات حتى لا يفقد العام الدراسي طبيعته جراء كثرة الإجازات، دمتم بخير، وإلى لقاء والسلام.