هل أنت مستعد لتعيين رئيس تنفيذي للبيانات؟

بقلم - توماس سي ريدمان:

مع كل الحماسة (والقلق) في محيط حزم البيانات الضخمة والتحليلات المتقدّمة، ليس مفاجئاً أن تعمد مؤسسات كثيرة إلى تعيين رؤساء تنفيذيين للبيانات يديرون حاجاتها المرتبطة بالبيانات. ولكنني أخشى أن تكون مؤسسات عديدة قد استخفّت بهذا المنصب، وفوّتت بالتالي على نفسها فرصة تحديد دور يسمح بإحداث تحوّل فعليّ.

ولا تحتاج شركة إلى رئيس تنفيذي للبيانات إلا في حال كانت مستعدة فعلياً لدراسة الطريقة التي تريدها للتنافس باستخدام البيانات على المدى الطويل، وللبدء بتطوير القدرات المؤسسية التي تحتاج إليها للقيام بذلك.

ومن الضروري أن تكون مستعدّاً لتفويض الرجل أو المرأة في هذا المنصب باستكشاف كامل لما يتطلّبه التنافس باستخدام البيانات، علماً بانّ السؤال الواضح على هذا الصعيد، وهو «كيف نستعمل البيانات لتعزيز خططنا القائمة»، ليس أبداً الأهم. وبالتالي، إن كنت تواصل طرحه، فأنت لست مستعداً لتعيين رئيس تنفيذي للبيانات. في المقابل، تأتي الأسئلة البالغة الأهمية على الشكل التالي: «كيف تخوّلنا البيانات القيام بأمور لم نتصوّر أننا قادرون عليها؟» وكذلك: «ماذا لو سبقنا منافس، قد لا نكون فكّرنا فيه سابقاً على أنه منافس؟» يكمن الفارق هنا في العزم القوي على رصد الأمور التي تدخل في سياق الاستراتيجية السائدة في الشركة، وكيفيّة تماشيها مع استراتيجيات أخرى، ومساعدتها على تفعيل استراتيجيات أخرى بسرعة أكبر.

ومن الضروري طبعاً التفكير في التداعيات المؤسسية. ففي حال تم تنفيذ استراتيجية بيانات بديهية جيّداً، ستتطلّب، حتى هي، أشخاصاً جدداً، وتركيبات جديدة ، ومنحى فكرياً مختلفاً. ويكفي التفكير في أن السعي خلف سلسلة من الابتكارات المربحة سيجعلك بحاجة، على الأرجح، إلى علماء بيانات، يعملون في آن على إرساء مختبر ومعمل للبيانات، ويمتلكون الجرأة للتعاطي مع الفوضى التي ينطوي عليها الابتكار. وبالطريقة ذاتها، يتطلّب التحوّل إلى شركة موجَّهة من البيانات تغيّراً ثقافيّاً عميقاً جدّاً، يُعتبر في أساسه غير متناسق مع الأسلوب الإداري القائم على التحكّم والسيطرة. ولا شكّ أنّ وحدات تخزين البيانات تعتبر عدوّاً فتّاكاً لمشاركة البيانات الضرورية لتنفيذ هذه الاستراتيجية. ولن تكون مستعداً لتعيين رئيس تنفيذي للبيانات، إلا إن كنت مستعداً لاستحداث تقييم رصين لما سيتطلّبه النجاح في الاستراتيجيّة التي تكون اخترتها ولاتخاذ بعض القرارات الصعبة.

وأخيراً، ستكون مستعداً لتعيين رئيس تنفيذيّ للبيانات، فقط إن كنت تتمتع بالشجاعة للتصرف. وتجدر الإشارة إلى أن رؤية الفرصة التي يوفرها إعلان من هذا القبيل واستغلالها هما أمران مختلفان تماماً. وستكون الشجاعة مطلوبة فعلاً، على المدى البعيد، لتوجيه البيانات ونشرها في كل ثنايا المؤسسة وحناياها.

- (توماس ريدمان رئيس مجموعة «نيفسينك» الاستشارية، وهو يوفر الاستشارات للمؤسسات بشأن بياناتها والبرامج التي تتناول نوعية البيانات. وهو مؤلف كتاب بعنوان: «بتوجيه من البيانات: الاستفادة من أهم أصول الأعمال لديك» Data Driven: Profiting from Your Most Important Business Asset)