لا أشك أبدا، أن ولاء حزب الله اللبناني لإيران أصبح واضحا، وجليا للعيان، وأن - الأمين العام الحالي لحزب الله - حسن نصر الله، هو الوكيل الشرعي لعلي خامنئي في المنطقة، بمعنى انّه ظلّه في لبنان، وهذا ما يتعلّق بامتداد نظرية الولي الفقيه . بل إن استقراء العلاقة بين الطرفين، وصلت إلى درجة الشراكة الاستراتيجية - لذا - لا غرابة أن يشيع حزب الله ظلمه على الأراضي السورية، وأن تمتد يده الآثمة بلا مبدأ أخلاقي، ولا ضمير إلى ما هو أبعد من لبنان ؛ من أجل قمع انتفاضة الشعب السوري ؛ حتى لو ارتكب الحزب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية.
يصر حسن نصر الله على مجاهرته بعدائه لإسرائيل، مدللا بسطحية تحليله، وسذاجة استنتاجه مبدأ ساذجا، وذلك عندما يربط بين نصرة القضية الفلسطينية، وتأييده لنظام بشار الأسد، محاولا الوصول إلى أهداف بعيدة المدى، فهو القائل - قبل أيام في ذكرى عاشوراء - :»إن وجودنا في سورية ، ووجود مقاتلينا، ومجاهدينا على الأرض السورية ، هو كما أعلنا في أكثر من مناسبة، بهدف الدفاع عن لبنان، وفلسطين، والقضية الفلسطينية ، وعن سورية ، حب المقاومة، وسندها في مواجهة كل الأخطار، التي تشكلها هذه الهجمة الدولية الإقليمية التكفيرية على هذا البلد «.
ومما زاد الأمور تعقيدا، أن يقوم حزب الله بأعمال تصب في مصلحة إيران - الأم - ؛ حتى لو كان في تلك المغامرات خطرا على مصالح لبنان، شريطة أن يحكم قبضته الأيديولوجية في الداخل اللبناني، ولا يهمه بعد ذلك إن تحول لبنان إلى ساحة حرب، يدفع ثمنها الوطن - كله - . الأمر الذي أنتج وضعا أمنيا خطيرا، تجسد في الكشف عن مزيد من الخلايا الإرهابية، التي يديرها حزب الله - إضافة - إلى سعيه بث الفرقة، والفتنة، وخلق صدام طائفي بين مكونات الشعب اللبناني الواحد، فساءت إلى صورة الشيعة - بشكل عام - بعدما اتضح للجميع الجرائم التي يقترفها الحزب ضد أهل السنة في سورية.
أليس تدخل حزب الله في القتال داخل سورية إلى جانب النظام المجرم، يناقض سياسة النأي بالنفس، التي تعلنها الدولة اللبنانية باستمرار ؛ خوفا من تداعيات أمنية قد تحدث على أرضه؟.
فإن كانت الإجابة بـ «بلى»، فإن حزب الله استطاع أن يتعدى حدوده، وقدراته . وأن يدخل في معادلات إقليمية، ودولية كبيرة ؛ ليكون قاعدة، وملاذا لمتطرفي الشيعة، وبرعاية إيرانية، - وحينئذ - سيكون الأمر مفتوحا في النهاية على كل الاحتمالات .