حقيقة يمر لاعب الكرة لدينا.. بأزمات أو ظروف تستدعي من ناديه الوقوف معه، وخصوصاً اللاعب السابق في ذلك «الزمن الجميل» والذي لم يلحق بركب الاحتراف وعقود الملايين في وقتنا الحاضر، فهم كُثر هؤلاء، ونحن قرأنا وسمعنا مآسي وظروفاً والبعض الآخر انتقل لجوار ربه دون أن تتحرك الأندية في تفعيل (صندوق اللاعب)، والذي وللأسف أصبح صندوق الماضي، والمفترض من جميع الأندية ورؤسائها أن تهتم بوضع آلية منظمة للصندوق، ومن الأولى الاهتمام بوجوده لرد ولو جزء من الدَّين لذلك اللاعب الذي كان يوماً أسطورة في ناديه، فالحقيقة المرة والمشاهدة أن معظم الأندية تنكّرت لمعظم لاعبيها وخصوصاً من هم بحاجة لوقفة إنسانية ومن تقطعت بهم السبل وصعوبة الحياة، مما اضطرتهم ظروفهم للاستدانة ومن ثم العجز عن الوفاء وعدم قدرتهم على السداد ولعدم وجود مصدر مالي له ولأسرته.. حقائق وقصص واقعية سمعنا عنها على مر السنوات الماضية، وقرأنا نداءات تعصر القلب ألماً لأكثر من لاعب فلم يجد الصدى المأمول وراحت نداءاتهم أدراج الرياح، وأنديتهم وللأسف مشغولة بعقد الصفقات وإبرام العقود بالملايين، دون أن تتحرك فيهم دوافع الإنسانية لقيمة ذلك اللاعب السابق أو الوقوف معه .. صور أليمة ومحزنة لما آلت إليه أحوال (اللاعب السابق في ذلك الزمن الجميل)، وحالة التنكر وعدم الاهتمام بهؤلاء من أجبرتهم ظروف الحياة لنشر معاناتهم فلم يجد من أنديتهم إلا التطنيش والتسويف والوعود، وعند سؤالي لأحد الأصدقاء ممن تربطهم علاقات مع الأندية لماذا لا يُفعّل (صندوق اللاعب) وتستقطع مبالغ بسيطة من عقود وصفقات من يتم التعاقد معه فيدخر مبلغ لصندوق اللاعب، قال: ليس هناك جدية في هذا الأمر لسبب أن النادي يعتبر كل من ترك النادي أو تركه النادي في السابق يعتبر من الماضي، وأغلب الأندية ترد أنها ليست (شؤون اجتماعية) تصرف على هؤلاء، فرددت عليه مقاطعاً من الظلم أن يتسوّل اللاعب دون أن يكون هنالك مثالية ومصداقية في رد الجميل، وانظر يا أخي الكريم لما تحمله تلك الصفقات اللهم لا حسد من ملايين الريالات وبعقود لسنوات، دون أن يفهم البعض الظلم لفئة غالية علينا شاهدناها وأمتعتنا بروائع كرة القدم وبأسماء لا تنسى وخالدة بالذاكرة، فرد الزميل:
أنت تتحدث عن الزمن الماضي وإخلاص اللاعب وإبداعاته وحرصه على ناديه، وتضحيته من أجل أن يكون فريقه في المقدمة.. وللأسف جاء الاحتراف وأضاع الإخلاص وأصبح اللاعب فقط يبحث عن المادة ... انتهى كلام الزميل.
وأعود وأكرر لا بد أن تقف الأندية وكذلك مسؤولوها وتلتزم بمواثيق شرف لهؤلاء اللاعبين وتقف معهم وتساعد من تعثرت به ظروف الحياة، ولكن للأسف نحن في زمن المادة والصفقات الباهظة والعقود الكبيرة، ومع كل ذلك سيبقى ذلك الزمن الجميل إطلالة حب ووفاء وتضحية وسكونا وإبداعا رغم المعاناة والألم.. لقلة من أجبرتهم ظروف الحياة للسؤال.. وللجميع أقول:
لنقف مع هؤلاء ونمد أيدينا لهم بصدق ونساعدهم، ونعيد الزمن بقلوب صادقة تجاه من كانوا في السابق لنا فرحاً يُغرد أصداؤه في أجوائنا وحاراتنا، فلهم الشكر على ما قدموه لنا من كرة قدم صادقة خالية من المزايدات والمشاحنات وعقود الملايين.. لا بد من وقفة صادقة تجاه هؤلاء الأبطال الذين وللأسف أصبحوا في قاموس أنديتهم «أسماء منسيّة» في زمن الاحتراف الرياضي!!