أكد رئيس غرفة مكة المكرمة، أن الغرفة بالشراكة مع غرفة جدة، قطعتا شوطاً كبيراً نحو تحقيق مشروع صنع في مكة على أرض الواقع، مبيناً أن الغرفتين بصدد عقد وإبرام اتفاقيات مع جهات عدة بمختلف دول العالم، من شأنها أن تعمل على جلب التقنيات اللازمة لتشغيل المشروع الذي من المتوقع أن يتم اعتماد تصميم شعاره في وقت قريب.
وأوضح طلال مرزا عقب توقيعه مذكرة تفاهم مع غرفة التجارة والمشاريع لمنشآت المسلمين بسيان الصينية أمس الأول، أن الغرفة تعتزم الرفع لوزارة التجارة والصناعة، بدراسة تقترح إنشاء هيئة متخصّصة لمنح الشعارات لمصنوعات مكة، إضافة إلى الإشراف على منطقة صناعية متخصّصة في الصناعات والمنتجات المختلفة المستهدف تسويقها في أسواق مكة المكرّمة خلال مواسم الحج والعمرة كمرحلة أولى، ومن ثم تصديرها مستقبلاً إلى الخارج.
وأشار مرزا إلى أن مذكرة التفاهم التي جرى توقيعها أخيراً، جاءت من رغبة صادقة من أجل توطيد وتعزيز أواصر علاقات الصداقة والتعاون الاقتصادي بين البلدين في حدود القوانين والأنظمة المعمول بها في البلدين وتلك الاتفاقيات الدولية التي تحكمها، مبيناً أنهم يسعون فعلياً إلى تعزيز وتنمية التجارة الثنائية.
وقال: «نهدف من خلف هذه الاتفاقية التي تأتي في وقت نحن نعمل فيه مع غرفة جدة للانتهاء من طرح مشروع صنع في مكة إلى حيز التنفيذ، إلى نقل التكنولوجيا والموارد البشرية لصالح المشروع، وكذلك التوصل إلى إيجاد بيئة حقيقية لإقامة مشاريع مشتركة في البلدين من شأنها تحقيق الصالح للجميع».
وتابع: «ستعمل الاتفاقية على تحري سبل التعاون في تنظيم وإقامة الفعاليات المشتركة كالمؤتمرات والندوات والمعارض التجارية التي من شأنها أن تعزز وتقوي العلاقات الاقتصادية بين الطرفين»، لافتاً إلى أن إمكانية أن يقوم أحد الطرفين في الاتفاقية بدعم الآخر، هو أمر متوقع شريطة توفر الإمكانية لذلك.
وكشف مرزا أن وفداً تجارياً من كبار الصنّاع في مكة المكرمة وجدة، يجري الترتيب له لزيارة سيان الواقعة في الصين الشعبية، في نهاية الربع الأول من العام المقبل 2014، مبيناً أن من شأن زيارة الوفد الاطلاع على الآليات والسبل التي من شأنها إيجاد منتجات سعودية بكفاءة جودة عالية وأسعار منخفضة تحقق الهدف الموجه نحو الاستفادة من سوق الهدايا في مكة المكرمة وعمل الأسر المنتجة والحرفيات فيه.
وأوضح أن الإحصائيات الرسمية تؤكد أن المنتجات الحرفية في السوق المحلية قادرة على جذب 1.5 مليار ريال سنوياً كعوائد مبيعات، والتي من شأن التوسع فيها أن يقلل من حجم الواردات من الخارج في ظل الاعتماد على ذلك في الوقت الراهن، مفيداً أن المشروع سيستفيد من وجود نحو 350 ألف أسرة منتجة في منطقة مكة المكرمة، والذين يُقدر عددهم على مستوى مدينة جدة فقط بنحو 170 ألف أسرة.
من جهته قال أبو بكر شاينغ تشنغ رئيس غرفة التجارة والمشاريع لمنشآت المسلمين بسيان الصينية: «نحن نريد من هذه الاتفاقية أن نبني سوياً جسراً جديداً بالإضافة إلى تلك الموجودة من السابق، لنصل إلى مستوى أعلى في حجم التبادل في مجالات الاقتصاد والتجارة والصناعة والزراعة وتنمية المشاريع والمقاولات والإنشاءات وتبادل الثقافة والفنون والتربية والتعليم والتدريب المهني، وكذلك الرفع من مستوى حجم الزيارات بين البلدين، سواء كانت تجارية أو سياحية».
وأكد تشنغ أن الغرفة حديثة العهد التي أنشئت في عام 2008 ويتولى هو منصب الرئيس فيها، تحظى باهتمام ودعم الحكومة الصينية منذ تأسيسها، وأن لها الكثير من الإنجازات التي تحققت طوال السنوات الخمس الماضية، مبيناً أنهم يعملون بشكل جاد في الوقت الحالي على تعزيز وتعميق التعاون مع الدول العربية والإسلامية، وذلك من خلال مشاركتهم المستمرة في العديد من المؤتمرات والمعارض.
وأشار إلى إنهم قاموا بالعديد من الزيارات التجارية لبعض الدول، والتي من خلالها قدموا المنتجات التي تعمل عليها الجهات المنضوية تحت غرفتهم، وعملوا على تسويقها عالمياً، لافتاً إلى أنهم وجدوا التجاوب وأبرموا اتفاقيات فعلية أسهمت في تصدير كميات كبيرة من المنتجات الصينية إلى تلك البلدان بعد نجاح جهودهم في زياراتهم التجارية.