يعتلي الجميع موجة الكومبيوترات القابلة للارتداء. ومنذ أن أصدرتُ أحدث مقالاتي في «هارفارد بيزنس ريفيو»، عن الأجهزة القابلة للارتداء، طرح عليّ مسؤولون إداريون، ومحللون تقنيون، وأصحاب مبادرات، عدداً من أسئلة المتابعة.
وعلى الرغم من تنوّع الأسئلة، اندرجت هذه الأخيرة عموماً ضمن ثلاث فئات:
1. ألا تمثّل شاشات العرض الأمامية، على غرار نظارات «غوغل» وجهة السوق المستقبليّة؟»
ليس بالضرورة، فالأرجح ألاّ تشكّل شاشات العرض الأمامية المكلفة إلاّ نموذجاً صغيراً عن نحو نصف مليار وحدة ستدخل الساحة بحلول العام 2018. وبالمقارنة، سيكون الجزء الأكبر من الأجهزة القابلة للارتداء رخيص التكلفة نسبياً، ولا يتسبب بأي إزعاج من وجهة نظر اجتماعية، فيتّخذ شكل خاتم أصبع أو سوار. ولا شك في أن لابسي شاشات العرض الأمامية سيندرجون ضمن فئات محدّدة. وعلى سبيل المثال، سيكون بإمكان أول مستخدميها، وعدد كبير من المعوّقين، الاستفادة من معلومات سياقية إضافيّة من شأن الأدوات المذكورة أن تعرضها، وستسمح بتعزيز الأمانة والقدرة التصدّي للمواقف المحرجة.
2. أليست الأجهزة القابلة للارتداء في الأساس كومبيوترات أو هواتف محمولة حُرّة اليدين؟
بالفعل، يُنظر إلى بعض الأجهزة القابلة للارتداء على أنّها مرحلة التطوّر التالية من الكومبيوترات إلى الهواتف الذكية، ثمّ إلى الكومبيوترات اللوحية. وعلى سبيل المثال، ترتبط ساعة «سامسونغ» بهاتفها، وتسمح بالاتصال وبتلقّي المكالمات. بيد أنّ عدداً كبيراً من الأدوات والتطبيقات الأخرى لا يتّسم بالاستمرارية، علماً بأنّ هذه الأخيرة تدعم طرقاً جديدة كلياً لتطوير العمل والمجتمع. ولا شك في أن هذا الفضاء المفتقر إلى التواصل يشتمل على فرص أكبر، وفي أنّه يبقى على بعض التطبيقات الاستثنائية المعدّة للأجهزة القابلة للارتداء ترسيخ مكانته.
3. أليست الأجهزة القابلة للارتداء ألعاباً جديدة وممتعة وحسب؟
عندما يطرح عليّ الناس هذا النوع من الأسئلة، يتساءلون عادةً حول ما إذا كانت هذه الأجهزة مجرّد نوع من التكنولوجيا أو مصنوعة لخدمة التكنولوجيا وحسب. ويريدون أن يفهموا غايتها، ويعرفوا إن كانت هذه الأجهزة القابلة للارتداء قادرة على حلّ المشاكل، وكيفيّة نجاحها في ذلك. وفي البحث الذي أجريه، أرى منذ الآن أدلّة عن عدد من الطرق التي تساعد فيها الأجهزة القابلة للارتداء المؤسسات على حل مشاكل محددة تكون عسيرة في بعض الأحيان. وفي ما يلي مثال على ذلك: كل سنة في الولايات المتحدة، تُنقل عدوى إلى نحو 5 في المئة من مرضى المستشفيات، عندما يكونون في طور العلاج، ما يتسبّب بنحو مئة ألف حالة وفاة. وتُظهر البحوث أنه يمكن تجنّب نسبة 70 في المئة من حالات العدوى هذه، أو التخفيف من حدّة الإصابات، من خلال متابعة توجيهات أساسية مرتبطة بغسل اليدين، وضعتها منظمة الصحة العالمية، مع أن 4 مستشفيات فقط من أصل 10 تتبع فعلياً هذه التوجيهات. وتُجري بعض المستشفيات في فلوريدا اختباراً تجريبياً لجهاز قابل للارتداء يُدعى «إنتليجنت أم». وفي سياق الاختبار، يوضع سوار مع مجسّات حركة على معصم الأطباء، والممرضات، وجميع أفراد طاقة الرعاية الصحية، يتفاعل مع مواقع موسومة في محيط المستشفى الذي يعملون فيه. وعلى سبيل المثال، وعند إحدى محطات غسل اليدين، يرصد السوار الذكي تسلسل حركات اليد ويعطي ردّ فعل فورياً: فعند غسل اليدين جيداً باتباع تعليمات منظمة الصحة العالمية، تنطلق ذبذبة واحدة سريعة على مستوى المعصم، في حين أن عدم التقيّد بطريقة الغسل الصحيحة يحفّز ثلاث ذبذبات، تكون بمثابة دافع للمحاولة من جديد. وتتصل هذه الأجهزة بمواقع، وتجهيزات، و»أحداث» أخرى في المستشفى، وتسمح بتقليص فعّال لدور الإشراف الذي يضطلع به طاقم العاملين الكثير الانشغالات. وتجدر الإشارة إلى أنّ أفراد فريق العمل يحصلون على إنذارات لحظة دخولهم إلى غرفة مريض، في حال لم يغسلوا يديهم أولاً.
وبنظري، سيكون للأجهزة القابلة للارتداء دور بارز حالات كالآتي: في حال حصلت تطوّرات محدودة وإيجابية، يكون فيها دور مستقبلي – بدأ منذ الآن – للأجهزة القابلة للارتداء التي ستصنع فرقاً.