الاختبار للجميع

فاصلة:

(مهما كانت الحفر كثيرة في طريق النهر، فإنه يصل إلى البحر)

- حكمة صينية -

المهلة التصحيحية للعمالة غير النظامية هي اختبار حقيقي لنا كمجتمع في الوعي بمسؤوليتنا كمجتمع .

هل نحب مجتمعنا بصدق ؟ هل نحب له أن يكون مجتمعنا طبيعيا يلتزم بالنظام ويلزم به الآخرين؟

هل يستيقظ وعينا بمسؤوليتنا تجاه تصحيح أي خطأ في مجتمعنا حتى وان لم يكن له صلة مباشرة بمصالحنا ،لأننا أفراد في مجتمع واحد فمصالحنا إذن واحدة.

في هذه الحملة التصحيحية بعض الآثار السلبية المؤقتة التي من الطبيعي أن تكون لأن إجراءات الحملة هي تعديل وضع خاطئ استمر لأكثر من ثلاثة عقود وأفرز قيما وسلوكيات غير سليمة.

وعلينا أن نحتمل كل شيء في سبيل أن نعيش بشكل طبيعي وفق قوانين وأنظمة تحدد حقوقنا وحقوق الآخرين ، ونرسل رسالة للعالم من حولنا أننا مجتمع له قوانينه التي نلتزم بها ويلتزم بها كل من يزور بلادنا.

في هذه الحملة على شبابنا أن يتحملوا مسؤولية بناء مجتمعهم، فالفرص الوظيفية الآن ازداد عددها وبعضها وان لم يعتد عليه الشاب السعودي إلا أن عليه أن يتأقلم على العمل الشريف مهما كان نوع المهنة ، وأن يحترم المهن البسيطة بعد أن كان ينظر بدونية إلى أصحابها بينما لا توجد أي مهنة حقيرة .

هذه الخطوة بالتحديد ستعدل من تقييم المجتمع لكثير من المهن التي تشغلها العمالة ويشغلها في كل مجتمع أبناؤه.

أو بالأصح هذه الحملة ستعيد ترتيب مصفوفات القيم في مجتمعنا. لتكون القيم الإيجابية هي الأولى لدينا ، وليفهم الأطفال الذين لم يتلوثوا بمرحلة ما بعد النفط كيف يكون بناء الإنسان أهم من بناء المباني الشاهقة.