فاصلة:
((سأل رجل رسول الله: أي الإسلام خير؟ قال: {تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف}))
-حديث شريف-
لا يمكن للإنسان أن يعيش حياته دون أن يكون فيها سلام، والتعساء هم أولئك الذين لا يعيشون السلام حتى مع أنفسهم، لذلك هم يعيشون الصراع الداخلي وأيضا يتصارع مع الناس.
دعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى إفشاء السلام ليست مجرد دعوة لإلقاء السلام وإنما هي دعوة لإشاعة السلام في أعمق معانيه، والذي لا يعيش بأمان مع نفسه من الصعب أن يلقي السلام على من يعرف ولا يعرف.
الذي يفتقد البهجة في حياته ويعيش حالة من الدراما والمبالغة في تضخيم المشكلات في حياته لا يمكن أن يشعر بالسلام.
وحده الذي يستطيع ألا يحمل في قلبه ذرة من غضب أو ضغينة على أي إنسان، الذي يستطيع أن يبادر فيمد يده إلى الآخر الذي تسبب في إيذائه، ويشعر في قرارة نفسه بأمان لأنه يعيش هذه الحياة موقنا بالقدر خيره وشره، لا يقفز إلى المستقبل لأنه بيد الله ولا ينتكس إلى الماضي لأنه لن يعود.
إشاعة السلام لا تأتي إلا من قلوب عرفت الحب بمعناه الحقيقي واستطاعت أن تفهم ذاتها والحياة بشكل أبسط من كل التعقيدات والصراعات.
فحين لا يمد يده لك شخص بالسلام بعد خلاف بسيط بينكما، أو يمر فيتجاهل السلام عليك، فتأكد أن لديه مشكلة داخلية، روحه لم تشعر بالأمان وبالتالي لا يستطيع أن يشيع السلام.