فاصلة :
(( نقاط الماء التي تسقط باستمرار تخرق الصخر))
- حكمة يونانية -
في اللقاء السابع للخطاب الثقافي السعودي «التصنيفات الفكرية وأثرها على الخطاب الثقافي السعودي» اعترف معظم المشاركين بوجود التصنيفات الفكرية وهذه نقطة مهمة في الوصول إلى علاج هذه المشكلة التي تتفاقم في مجتمعنا.
وأظن أن صعوبتها تكمن في تورط النخب الثقافية في هذه الإشكالية فهم يصنفون بعضهم البعض
وليس أكثر من أن تلاحظ في التعليقات التي أوردها بعض المشاركين تلميحا إلى ذلك أو تسمعه في الحوارات الجانبية.
إذا كان المثقف متورط في هذه التصنيفات ولا يعي تورطه فالبداية لا تكون إلا بتوعيته.
أن يكون لدينا مشروع ثقافي نهضوي عميق ينقل المثقف إلى مرحلة من الوعي يمكنه من خلالها أن يؤدي رسالته التنويرية تجاه المجتمع، إذ لا يمكن لنا أن نتوقع من المثقف دورا توعويا وهو منشغل بإحباطاته وإسقاطاته.
إذا أردنا خطابا ثقافيا تنويريا فلنبدأ في إعادة تشكيل شخصية المثقف النمطية واهتمامه بالثقافة في جزئيتها المهنية إلى اهتمام أوسع بتنوير المجتمع والتعاون مع الإصلاحيين لبناء وعي يناسب المرحلة التي نعيشها ويمتد إلى الغد.
المثقف الذي يعيش منفصلا عن ذاته فيتحدث عن قبول الآخر ويدعو إليه بينما هو لا يستطيع الاستماع إلى وجهة النظر الأخرى إلى الحد الذي يمكن أن يترك قاعة رسمية بها حوار مفتوح لأنه قال ما لديه ولا يوجد لديه الاستعداد أن يستمع لرأي الآخر المختلف.
كيف نحد من تهور بعض المثقفين في كتاباتهم وتلميحاتهم أو تصريحاتهم ضد من يختلف معهم في الرأي وكيف نحد من سطحية بعض الصحافيين في أعمالهم التي تساهم في نشر ثقافة العنف دون وعي منهم بآثارها؟.
إذن فخطابنا الثقافي ومشروعنا التنويري معطل حتى إشعار آخر.