قبل مئات القرون.. صدح أبو الطيب المتنبي الملقب بماليء الدنيا وشاغل الناس.. ببيته الشهير.. أنام ملء جفوني (وليس الجفنو كما قال أحدهم) عن شواردها.. ويسهر الخصم جراها ويختصم..
* لو بعث أبو الطيب في هذا العصر.. لما وجد في الرياضة السعوديَّة أحدًا ينطبق عليه (لقبه).. وينطبق عليه بيته الشهير.. أكثر من العالمي سامي الجابر مدرِّب الهلال السعودي..
* ليست مجاملة أو تحيزًا.. فالجابر أكَّدت الأحداث الرياضيَّة أنّه هو من يحرّك المياه الراكدة ويسخن الإعلام والجماهير من (الضد والمع).. بتصريح أو حركة أو نظرة أو لباس أو حتَّى تسريحة شعر..
* وحتى من يزعم أن سامي لا يقارن به.. ويرونها خطيئة كبيرة مُجرَّد التفكير بذلك!!..لا يقارن به.. ولا يجد حوله ذلك الصدى ورد الفعل والتفاعل ما يجده سامي الجابر عند أيّ فعل منه..
* بل أيْضًا من هم خارج الوسط الرياضي.. تصريحات الجابر ومجرد تدريبه لأكبر الأندية الآسيوية.. حرّكت أولئك الباحثين عن الشهرة.. أو المتكثرين منها.. وأيقظت الخلايا الرياضيَّة النائمة في تلك الفئة التي تسمى (المثقفين).. وبعضهم (متثيقفين)..
* فتسابقوا للتسلق على ظهر الجابر سامي باللمز والغمز به والتقليل من كفاءته التدريبية أو الفنيَّة.. كما فعل الاتحادي أحمد العرفج وأحمد عدنان والشريان وغيرهم.. أحمد عدنان يقول: (الكتاب يظهر من عنوانه والمدرِّب يعرف من شكله)!.. غرّ عدنان ضخامة جسمه.. ونسي أننا نتحدث عن الذكاء والخطط وليس العضلات والمصارعة..
* ومما لا شكَّ فيه أن أكثر هؤلاء سرورًا من إسقاطاته على الجابر والتحرش به هو أحمد العرفج.. الذي وجد اسمه يتردَّد بنسبة عالية في (تويتر).. ومن حقه ألا يرد على أحد.. ويقول مشهور لا تكلمني..
بصمة مدرِّب
أقصر تعليق يمكن به وصف رباعية الهلال في الشباب أنها (بصمة مدرِّب).. فالهلال لعب مبارة تكتيكية بحتة.. مال فيها مدرِّبه الجابر إلى اللعب بتوازن وهجوم مدروس مقنن بعيدًا عن الاندفاع المبالغ به، الذي يكشف خطوطه الخلفية.. واستدرج الشباب وسمح له بالخروج من منطقته وفتح ملعبه..
* لعب الجابر على الدفاع من وسط الميدان والضغط المبكر على حامل الكرة في المنتصف ومن الأمام.. ما عطل خطورة الشباب رغم الاستحواذ على الكرة.. وكان وجود مربع هلالي فتاك نيفيز والشمراني وسالم والعابد كافيًا لصنع الخطورة المطلوبة رغم تقنين الهجمات..
* ضمن التعليقات على المباراة وصفت أن الهلال فاز بأقل مجهود.. وهو صحيح من الجانب الهجومي.. فلاعبو الهلال بذلوا جهدًا في (افتكاك الكرة) وقتل الخطورة الشبابية.. ولكنهم بمجهود أقل وصلوا لمرمى الشباب أربع مرات..
* هذا التعليق الذي يشيد بتميز الجابر في هذه المباراة.. هو تقييم ومرحلي ولازال أمام الجابر الكثير من المحطات والإختبارات.. وإن كان (مؤشره البياني يتصاعد) والتقييم الحقيقي والدقيق سيكون في نهاية الموسم بإذن الله..
تعقيب على حديث د. باريان
في حديث لصحيفة «الجزيرة».. يعلّق د. محمد باريان مدير القنوات الرياضيَّة على تذمر جماهير الهلال من مستوى إخراج مباريات الفريق الباهتة والتعتيم على تفاعل الجماهير مع المباراة صوتًا وصورة.. يقول: إن هذا (رؤى مخرجين).
* ولكن يا دكتور الجمهور يقارن بين مباريات أخرى في (دوري جميل) فيرى إبداعًا ومباريات تخرج بأفضل صورة.. وتضع المشاهد في قلب الملعب.. وعكسها مباريات أخرى..
* ويلقي د.باريان بالمسئولية على (شركة العالميَّة).. وأنا أقول له: الحرس القديم في القناة (المخرجين السعوديين).. هذا هو المؤكد.. هم من يخرج المباريات.. وإن كان نظريًّا أجانب.. فهم لا يحلون ولا يربطون.. أو أنهَّم لا علاقة لهم بالإخراج..
* حضور الفيصلي والنصر 2277 متفرجًا.. وحضور الهلال والشباب أكثر من 17 ألف متفرج.. ولكن حسب الإخراج التلفزيوني فحضور المباراة الأولى أكثر من الثانية.. فهذه لعبة المخرجين..
* المخرج الأفضل والناجح.. هو من يدمج في اللقطة بين المباراة والجماهير خصوصًا عند تسجيل الأهداف.. شاهد هدف الهلال الأول بالشباب.. هل هذا مخرج.. هدف يسجل والمخرج المصدوم يضع اللقطة على مدرِّب الشباب، ثمَّ ينقلها لحارس الشباب.. ثمَّ يتذكّر فيضعها (زووم) على بضعة متفرجين من الهلال، ثمَّ أخيرًا يتذكّر أنّه يوجد لاعبون يحتفلون فيضع الكاميرا عليهم لثوانٍ.. فهذا مخرج برتبة مشجِّع..
* المخرج المبدع والمحترف هو من يدمج الجماهير في جميع لقطات الكاميرا خصوصًا عند تسجيل الهدف ويستخدم الكاميرات الأرضية لنقل احتفالية اللاعبين والجمهور بالهدف.. كما نرى في المباريات العالميَّة.. وفي بعض مباريات جميل لفرق معينة.. وفي مباريات الهلال يختفي الإبداع!!.... ولنتذكَّر أن المخرج أمامه على الأقل 20 لقطة من 20 كاميرا.. وهو من يختار أفضلها!!..
* وحتى أقصر العنوة (كما يقال) على الدكتور.. فقط قل للمخرجين أو المسؤول عنهم أخرجوا مباريات الهلال بالحس والإخلاص والرغبة التي تخرجون بها مباريات النصر والأهلي والاتحاد؟.. فهذا يكفي..