رسبت لجنة الانضباط في أول ظهور لها عقب تشكيلها (بالاختيار والتعيين الذي لا يعلم أحد معاييره).. وهو ما أغضب العقلاء في الوسط الرياضي.. فالقرار الذي صدر كان قراراً متعسفاً ومصطنعاً، وبدا وكأنه (قرار مطبوخ).. قرار قسّم الشارع الرياضي، وأسهم في تشنجه واحتقانه..
القرار سقط مبكراً، وتهافتت أوراقه، ولعل قضية الـ (سي دي).. هي ما ورط اللجنة مبكراً.. عندما نفت القناة الرياضية أن تكون زودت لجنة الانضباط بـالـ (سي دي)، عكس دعاوى رئيس اللجنة..
والسؤال: لماذا لم تطلب اللجنة الشريط من القناة بخطاب رسمي.. وحاولت الحصول عليه (سرقة)؟..
السبب لأن اللجنة تمارس مهمة ليست لها.. فهي ليست معنية بالبحث عن أدلة عند البحث في شكوى تُقدّم إليها.. فالشاكي هو من يوفره ويقدمه ضمن حيثيات الشكوى..
ويبدو أن جمجوم فشل في توفير الشريط..رغم مطالبته بمنحه مهلة أيام.. لإنتاج (CD) محسّن الصوت بعد إدخاله في معامل تنقية الصوت.. ولكن يبدو أن التقنيات فشلت.. بدليل أن اللجنة بحثت عن شريط بشهادة رئيس اللجنة..
وحتى لو تحركت اللجنة من تلقاء نفسها للمعاقبة.. لماذا تبحث عن (سي دي) خاص لتثبيت التهمة؟.. فالمفترض أن الأدلة متوافرة لديها، وبناء عليها تتخذ القرار.
وحقيقة ما حدث أن اللجنة اتخذت قرار العقاب.. ثم بحثت عن الدليل.. وهو ما أشار إليه المشرف على القنوات الرياضية.. عندما قال: كيف يعاقبون الهلال ثم يبحثون عن الدليل؟.. مطالباً بعدم إقحام القناة الرياضية بهذا الإشكال..
وبمهنيتها العالية كشفت الجزيرة أن لجنة الاستئناف حاولت شفهياً الحصول على (سي دي) من القناة الرياضية.. وهو تجاوز أيضاً من الاستئناف لصلاحياتها ومهمتها.. فهي معنية بدراسة الاستئناف بناء على معطيات القضية والأدلة التي بناء عليها أقرت لجنة الانضباط العقوبة..
نتفق في المبدأ
من يناقش ويطرح أسئلة واستفهامات في قضية معاقبة الهلال بسبب هتافات عنصرية.. فسيف العنصرية جاهز يشهر في وجهه.. ويتهم بأنه عنصري ويشجع العنصرية!!.. فهل علي أن أقبل اتهامات تقوم على أدلة هشة غير مقنعة.. حتى لا أكون عنصرياً؟.. ما لكم كيف تحكمون؟!!
العنصرية كمبدأ عام الكل ضده، ولكن هذا لا يعني ألا أتقصى وأبحث في أي قضية خاصة بها.. أما أن تقول اصمت ولا تعترض وإلا فأنت عنصري فهي عنصرية وإقصائية من نوع آخر..
لا يمكن قبول التعسف والتنطع في تجميع الأدلة للوصول إلى إدانة جمهور نادٍ معين.. ثم يُقال اسكت حتى لا تكون مشجعاً للعنصرية.. هذا لا يمكن أن يحدث..
أيضاً كيف نقبل غض الطرف عن هتافات بذيئة وقذف وندافع عنها.. ويتم تبريرها بحجة أن العنصرية أشنع؟.. فكل هذه الهتافات منبوذة، ومنها القذف..
وهو لا يقل شناعة عن العنصرية، بل أسوأ..
بل إن الهتافات التي توجَّه للهلاليين من جماهير أندية أخرى أشنع وأنكى؛ لأن فيها إسقاط تهمة (الشذوذ) عليهم.. والمحامي أبو راشد قال: هذا الهتاف أسوأ من الهتاف العنصري..
الاستئناف.. هل تصلح
ما أفسدته الانضباط؟!
الاستئناف الهلالي يتسلح بالكثير من الأدلة والشواهد التي تدعم قبوله.. والمحامي خالد أبو راشد قال إن لجنة الانضباط ارتكبت أخطاء عدة.. منها خطأ قانوني يتعلق بالإجراء في إصدار قرار في قضية ما زالت منظورة في لجنة أعلى، وهي لجنة الاستئناف.. إضافة إلى أن الانضباط وقعت في ورطة الـ(CD) وتفسير حقيقتها.. الذي من حق الإدارة الهلالية الاطلاع عليها..
فللحفاظ على القليل من ماء وجه اتحاد الكرة لا بد من قبول الاستئناف.. وفيما لو رفض فهو يعني نوعاً من التعنت والتحدي والمكابرة.. أن ترى الأدلة التي استندت إليها العقوبة تتهافت وتتساقط كأوراق الخريف.. ثم تقفل عينيك وعقلك وضميرك.. وتصر على تثبيت العقوبة.. ولا أعظم دليل ينسف هذه العقوبة من أن المقطع الذي يدين جمهور الاتحاد يقدم لإدانة جمهور الهلال..
ولو حدث الرفض فهو دليل مؤكد أن اتحاد الكرة ولجانه تعاني من التدخلات الشخصية والنفوذ واستغلال السلطات في إصدار القرارات الموجهة حسب الميول..
أيضاً نقض العقوبة غير كافٍ.. لا بد من التحقيق حول أسرار وخلفيات اتخاذ هذه العقوبة.. في حال عدم وجود دليل بيّن وواضح..
وسؤال مهم يفرض نفسه: لماذا لجنة الاستئناف تطلب (سي دي) بشكل غير رسمي من القناة؟!.. ولماذا لم تطلب ذلك الموجود لدى لجنة الانضباط، الذي بناء عليه فرضت العقوبة.. وهما لجنتان عملهما مرتبط ببعض.. وتقعان تحت منظومة اتحاد الكرة؟.. التفسير الأرجح أن الانضباط لا تملك (سي دي).. وأن الـ(سي دي) بمنزلة شاهد لم ير شيئاً..
تغـريدات
تغريدات أعضاء لجنة الانضباط تثير أسئلة واستفهامات حول مهنيتهم وحيادهم، وقدرتهم على الحكم بعدل، والنظر بعين المساواة إلى الأندية..
لا نحجر على أحد ميوله ومحبته لفريق ما.. فهذا شيء طبيعي ومن أبسط حقوقه.. ولكن لا يقبل من شخص مؤتمن على رئاسة لجنة، عملها قضائي وحساس، النيل من فريق لأنه منافس لفريقه المفضل..
تهكير الحساب هو القشة التي يتمسك بها من يتورطون بتغريدات تكشف أنهم غير مؤهلين أن يكونوا قضاة وحياديين بين الأندية، كما هي تغريدات سكرتير لجنة الانضباط.. وكان الهروب السريع بادعاء أن الحساب مخترق.. التغريدات التي تدينه لها مدة، وبتواريخ مختلفة، والآن فقط تذكر ليقول إن حسابه مخترق!!..
على كل حال، ما سبق مهم، ولكن ليس الأهم.. فالأهم أن أمين لجنة مراقبة المنشطات أُقيل من منصبه، وحلت اللجنة فقط لأنه في حسابه بـ(تويتر) نشر خبر صدور قرار رسمي بمعاقبة أحد اللاعبين..
فماذا نقول عن رئيس لجنة الانضباط وهو يذيع العقوبة من خلال وسائل الإعـلام قبل صدورها رسمياً.. بل أعلنتها ملاحـق رياضيـة مشبـوهة.. قبل أن تجتمع اللجنة بساعات!!..
وها هو عضو لجنة الانضباط الحكم السابق ومقيم الحكام.. يبشر بصدور القرارات قبل موعدها بأسبوع..
وسكرتير اللجنة يغرد عقب رفض احتجاج الاتحاد قائلاً: (رفض احتجاج الاتحاد لا يعني إغلاق ملف القضية)!.. وهذا يعني أنها مسرحية من بدايتها.. ولكنها طبخة احترقت قبل أن تنضج. وعلى كل حال، هؤلاء لن ينالهم حساب أو مساءلة.. وسيبقون في مناصبهم؛ لأن (المخرج عاوز كده)..نلتقيكم بإذن الله في 25 ذي الحجة.. وعيدكم مبارك.