اهتمت الدولة بالإنسان السعودي في حياته من أجل أن يعيش معززاً ومكرماً ويحس بآدميته وكيانه وأن يشارك في تنمية مجتمعه، لأن التنمية تصدر منه وتتجه إليه، لذا سخرت الإمكانات المادية والبشرية ورصدت لهذا الميزانيات كل عام من أجل صحته وتعليمه وأمنه، وتمثل ميزانية وزارة الصحة الأضخم والأكبر كل عام، حيث يرصد لها ميزانية بالمليارات من أجل صحة المواطن المتمثلة في إنشاء المستشفيات وتوفير الكادر الطبي من أطباء سعوديين استشاريين وتوفير النقص بالتعاقد مع أطباء استشاريين، سواء من الدول العربية أو الأجنبية، ولكن هذا الكادر لا يكتمل نجاحه إلا بتوفير مهنة التمريض ذكوراً وإناثاً في جميع التخصصات الطبية، وقد اهتمت وزارة الصحة بهذه المهنة وفتحت المعاهد الصحية للذكور والإناث، ومن ثم تم تطويرها إلى كليات للتمريض لتخريج الممرضين والممرضات للعمل في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية، ومن ضمن المتخرجين الممرضات السعوديات.. إلخ.
إن الممرضة السعودية تقوم برسالة هامة في المجتمع، وقديماً تولت المرأة مداواة الرجال في الحروب، ويكفي أنها تقوم بتمريض النساء في المستشفيات بدلاً من أن يقوم بتمريضهن رجال وقد يجدن في ذلك حرجاً.
ولكن نظرة بعض أفراد المجتمع نحو الممرضات السعوديات تحتاج إلى نوع من التفكير وإعادة النظر، فهي أولاً وأخيراً امرأة محتشمة تقوم بواجب إنساني اجتماعي هام مطلوب من قبل المجتمع وموافق عليه من قبل الدولة ولا يكتمل الفحص والعلاج إلا بوجودها.
وثانياً: إنها تقوم بواجبها هذا في وسط محترم ما بين أطباء ومساعدين واستشاريين ومرضى لا حول لهم ولا قوة يحتاجون للرعاية وإلى المراقبة حتى لا يكونون عرضة لانتكاس حالاتهم.
وثالثاً: إن عملها هذا قد يكون بسبب نظرة إنسانية والاحتياج للمال، فهي تعمل بصورة شريفة لتعيل أسرتها أو أبناءها وبناتها وإذا كانت متزوجة فتساعد زوجها في تحمل نفقات الحياة.
ومن هذا المنطلق نتساءل عن العزوف عن الزواج بالفتاة الممرضة هل هو من منطلق أنها تتعامل مع الرجال سواء كانوا مرضى أم أطباء أنها بهذا قد تنقذ أرواحاً وليس في تعاملها مع الأطباء والمرضى ما يشين فئة الأطباء فئة نتعامل معها جميعاً بمن فيهم النساء، ونشرح لهم أحياناً أدق الأسرار للوصول إلى العلاج الضروري وفئة المرضى هم لا حول لهم ولا قوة والآن لا يدخل المستشفى ويسمح له بسرير إلا من هم فعلاً في حالة حرجة ويستحقون العلاج، فليس من المعقول أن يكون شخص ما في هذه الحالة ويحاول أن يتكلم مع الممرضة بصورة سيئة تنتقص من مكانتها كأنثى، وحتى إن حدث ذلك فهي تستطيع أن توقفه عند حده بالدفاع عن نفسها أو بإبلاغ إدارة المستشفى أو رئيس القسم الذي تعمل به.
والزواج المبني على التفاهم والتفهم لطبيعة الأمور هو من أنجح أنواع الزواج، والرجل العاقل لا يرفض الزواج من ممرضة لمجرد كونها تعمل في هذا المجال لأنه عمل إنساني، وقد تنقذ في يوم ما حياة إنسان بعد الله وإنما يبحث في الأمور، وخاصة بعد كبر سن الممرضة وانجابها الأولاد وتكثر مسئولياتها المنزلية، بحيث تتفرغ لزوجها وبيتها وإذا كان قادراً أقعدها عن العمل.
فعمل الممرضة من الأعمال الإنسانية الهامة التي يحتاج لها المجتمع مثل عمل المدرسة والطبيبة والتي تواجه نفس ما تواجهه الممرضة، فما هو الفرق بينهما في العمل الذي تقوم به، إن الفرق الوحيد أن الأولى مؤهلة للعمل كطبيبة بينما الأخرى مؤهلة لتقوم بالعمل كممرضة وكذلك المدرسة.
ولكن بعض الأفلام والمسلسلات قد تظهر الممرضة على أنها امرأة ليس لها مكانة في المجتمع وأنه سهل التأثير عليها في سلوكها، ولكن هذا لا ينطبق على مجتمعنا فليس هناك امرأة لا يتم احترامها أو النقص من قيمتها أو مكانتها سواء كانت تعمل في مهنة التمريض أو غيرها من المهن الشريفة، لأننا في مجتمع مسلم يشد بعضه البعض والله سبحانه وتعالى يقول: {وتعاونوا على البر والتقوى... الخ} الآية.