تواصلت الاشتباكات المسلحة بين السلفيين والحوثيين في منطقة دماج بمحافظة صعدة (شمال اليمن) لليوم الرابع على التوالي، فيما ذكر مصدر عسكري بوزارة الدفاع اليمنية أن لجنة الوساطة نجحت في إيقاف المواجهات صباح أمس السبت، والتي أسفرت عن سقوط نحو مائة قتيل على الأقل. وذكرت مصادر محلية في دماج أن الحوثيين واصلوا قصف مركز دار الحديث والمناطق المحيطة به بمختلف الأسلحة الثقيلة بصورة همجية وسط اتهامات للسلطة المحلية والحكومة المركزية بغض الطرف عن جرائم الحوثي. وأكد المصدر عسكري يمني توقف تبادل إطلاق النار بين طرفي النزاع في منطقة دماج في محافظة صعدة شمال البلاد. ووفقاً لموقع وزارة الدفاع «سبتمبر نت» فقد أوضح المصدر أمس السبت أن وحدات من القوات المسلحة تم نشرها في المواقع والنقاط التي كان يتمركز فيها الطرفان. ونفى المصدر ما تناولته بعض المواقع الإخبارية حول مشاركة وحدات عسكرية في الصراع الدائر في منطقة دماج، مؤكداً أنها مزاعم لا أساس لها من الصحة وإشاعات مغرضة الهدف منها تشويه سمعة القوات المسلحة. في حين كذب المتحدث الرسمي باسم أهالي دماج أبو إسماعيل الوادعي ادعاءات المصدر العسكري .. داعياً وزير الدفاع إلى الإفصاح عن هذا المصدر المتواطئ مع الحوثي.. مؤكدين أن المسلحين الحوثيين مستمرون في الزحف على منطقة دماج. وقال الوادعي «إن الحوثيين قطعوا الماء عن دماج وقاموا بقصف جميع الخزانات في سطوح المنازل وذلك سعياً لجعل أهلها بدون ماء». إلى ذلك ذكرت مصادر إعلامية أن شقيق زعيم جماعة الحوثي عبدالخالق بدر الدين الحوثي المكنى بـ «أبويونس» قتل أثناء قيادته لمعركة دماج. من جهة أخرى دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى وقف «فوري» للمواجهات الدامية المستمرة منذ أيام عدة بين قبليين موالين للحركة الحوثية وآخرين موالين للسلفيين. في غضون ذلك تظاهر عشرات الآلاف صباح أمس السبت في وقفة احتجاجية أمام منزل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الواقع في شارع الستين بالعاصمة صنعاء تنديدًا بأحداث دماج. ردد المتظاهرون هتافات وشعارات تطالب بإعدام عبدالملك الحوثي، كما هتفوا «دماج ليست إسرائيل»، ورددوا هتافات أخرى تطالب الحكومة والدولة اليمنية بإعادة صعدة إلى حظيرتها. وتوجه وفد من المتظاهرين لمقابلة رئيس الجمهورية في منزله، بينما تعرقلت حركة السير في شارع الستين بأحد الاتجاهات بسبب حشود المتظاهرين مما أدى إلى اختناق مرري حاد في المنطقة. على صعيد متصل، شهدت مدينة غيل باوزير بمحافظة حضرموت جنوب شرق اليمن انتشاراً أمنياً كثيفاً، بعد مناوشات بين قوات الجيش ومسلحين يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة. وقال مصدر عسكري يمني في تصريح له إنه تم نشر قوات الجيش مع آليات عسكرية بمدينة غيل باوزير وتزامن ذلك مع توزيع قوات الجيش منشورات تدعو المواطنين للابتعاد عن أماكن وجود المسلحين، مضيفاً أن الجيش تمركز على مداخل المدينة الرئيسة ووسط الشارع العام، فيما وصلت تعزيزات إضافية تضم دبابات ومصفحات وأطقم عسكرية. وفي الشمال، أكد سرور الوادعي المتحدث باسم بدماج بمحافظة صعدة تعرضها صباح أمس لهجوم جديد، وأن 50 شخصًا قتلوا منذ بداية هجوم الحوثيين على المدينة. وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن «قلقها البالغ حيال المعلومات عن ضحايا مدنيين إثر تصاعد المعارك في دماج».