حينما تتكامل شخصية ومواصفات القيادة مع إمكانيات البلد يتحقق التميز، وهذا بالضبط ما حصل مع المملكة العربية السعودية وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي حافظ على حضوره الدائم ومنذ خمسة أعوام في قائمة الشخصيات العشر الأوائل الأكثر تأثيراً ونفوذاً في العالم.
ففي القائمة التي وضعتها مجلة فورس الأمريكية احتل المليك المركز الثامن عالمياً والأول عربياً، في استطلاع شمل 72 شخصية عالمية بينهم عدد من قادة الدول وشخصيات أممية مؤثرة في مجالات الاقتصاد والعلوم والسياسة.
المملكة العربية السعودية طبعاً من الدول المهمة وذات مكانة دولية لا يستهان بها، إلا أننا يجب ألا نندفع كثيراً وأن نتحدث عن حجم أكبر من حجمنا حتى لا نخدع أنفسنا ونبني أحلامنا على غير الواقع، مما يدفعنا إلى السير خلف السراب، ومع ذلك يجب أن لا نبخس بلادنا حقها في أن تتبوأ مركزاً متقدماً يتناسب مع مكانتها الدولية، وما تمتلكه من مقومات وأمكانيات تتميز بها على الكثير من الدول في الأسرة الدولية، وهو ما جعلها من دائرة محدودة من الدول التي لها تأثير دولي لا يمكن تجاهله، ومنحها مكانة مميزة إسلامياً وعربياً ودولياً، فبالإضافة إلى ثقلها الاقتصادي تتميز المملكة بمكانتها الإسلامية التي يتبعها مئات الملايين من البشر في مختلف القارات السبع، هذا العمق الديني الثقافي الحضاري يؤثر كثيراً في وجدان البشر ويجعلهم أكثر تعلقاً بهذه الدولة وقيادتها، خصوصاً أن هذه القيادة أثبتت جدارتها وتميزها في عكس المضمون الحقيقي لهذا الدين الذي رغم كل محاولات الإساءة والتشويه الموجهة إليه وبعض تلك المحاولات تستند لأفعال غير مسئولة لبعض من يدعون الانتماء إليه، إلا أن قيادة المملكة العربية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين اضطلعت بدور قيادي ورائد للدفاع عن الصورة الحقيقية للإسلام كدين وكحضارة وكثقافة سامية لمجموعة من البشر، وهنا يبرز بوضوح تكامل شخصية ومواصفات القيادة وسماتها مع إمكانيات البلد الذي تقوده ليتحقق التميز الذي تواصل خمسة أعوام وسوف يستمر. والواقع أن قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لا تنحصر ولا تقتصر على المملكة العربية السعودية، بل تتجاوز ذلك أقليمياً وعربياً وإسلامياً، ومن هنا تتسع دائرة التأثير والنفوذ في العالم، فالملك عبدالله بن عبدالعزيز يمثل قيادة أكثر من مليار وثلاثمائة مليون من البشر ويتكئ على رصيد ثري في الحضارة والثقافة التي نشر النور والهداية في مختلف أرجاء العالم، وهذا الاتكاء يتعزز بحضور وثقل سياسي واقتصادي لبلد يحتل موقعاً متقدماً في مجموعة الدول الأكثر نمواً، وهو ما مكن قيادته من تقديم العديد من المبادرات الإيجابية لخير البشرية.