في يوم الخميس الموافق 19-12-1434هـ تلقيت رسالة من مركز حمد الجاسر الثقافي ينعي فيها الصديق الدكتور عوض القوزي حيث تعرض لحادث سير وهو قادم بطريق البر من بلدته إلى جدة، ولقد أحدث نبأ وفاته ردة فعل من الحزن والألم لدى أصدقائه ومحبيه، إذ كانت له منزلة كبيرة في القلوب لما يتمتع به من أخلاق عالية وسجايا حميدة.
كان الفقيد أحد علماء النحو والصرف بجامعة الملك سعود وقد عرفته عن قرب من خلال المشاركة الدائمة في خميسية الشيخ حمد الجاسر الثقافية وغيرها من الندوات وعضو في جمعية اللغة العربية وترافقنا في حضور الكثير من المناسبات اللغوية والثقافية فكان نعم الرفيق وكثيراً ما كنا نتناقش في قضايا اللغة العربية بحوار علمي مفيد وهو عضو في عدة جمعيات علمية ولغوية وصدرت له كتب عدة في مجال اللغة العربية مثل معاني القراءات لأبي منصور الأزهري والتعليقية على كتاب سيبويه، وما يحتمل الشعر من الضرورة للسيرافي وغيرها من البحوث والمؤلفات.. وكان بحكم تخصصه اللغوي يشيد المستقيد إليه لقدرته على الإقناع وهو دليل على استيعابه النحو والصرف.
لقد كان رحمه الله إلى جانب جهوده العلمية متحدثاً لبقاً ملماً بشتّى قضايا اللغة العربية ونحوها وصرفها.
نرجو الله أن يجزيه خير الجزاء على ما قدم للعلم ولأمته. ولقد قال ابن مسعود رضي الله عنه عنوان صحيفة الميت ثناء الناس عليه.
رحمه الله وجعل في عقبه الخير والبركة وأسكنه فسيح جناته.
وكل نفس ذائقة الموت ولقد قال الإمام الشافعي:
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفساً إذا حكم القضاء
ويقول الشاعر ابن عثيمين:
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب
إذا حط ذا من نعشه ذاك يركب