محتسبو الفساد

أعضاء الهيئة محتسبون.. هذا ما أكده محمد الشريف رئيس هيئة مكافحة الفساد خلال كلمته حفل معايدة الهيئة أمس بمناسبة عيد الأضحى، إذ قال إن الانتساب للهيئة شرف يتطلع إليه كثيرون، وأن كل فرد في الهيئة يجب أن يدرك أن ما يقوم به من عمل، إلى جانب كونه احتساباً، يسأل الله المثوبة عليه في الآخرة، فهو مقدر من ولاة الأمر ومن أفراد المجتمع. ودعا العاملين الجدد إلى أن يكونوا عوناً لزملائهم في المساهمة في تحقيق أهدافها، وتطبيق اختصاصاتها في مكافحة الفساد، وتعزيز الشفافية، وحماية النزاهة.

هل هذا الكلام الشبيه بالموعظة، سيحفّز العاملين الجدد والقدامى، لملاحقة الفساد والفاسدين؟.. هل سيزيد هذا من خوفهم من الله، فيجعل ملاحقاتهم أشد وأكثر ضراوة؟..

المتابعون لنشاطات الهيئة لا يزالون يشعرون أنها لم تدخل بعد إلى مضمار العمل الحقيقي، وأن كل ما حققته، لم يفرز ما يمكن أن نطلق عليه «مكافحة»، بل إن البعض يذهب إلى أبعد من ذلك، فيعتبر أن الفساد بدأ يأخذ أشكالاً أكثر احترافية، ليتجاوز «محتسبي الهيئة»! والمطلوب من رئيس الهيئة، أن يتسلح بعتاد قوي، يستطيع من خلاله، أن يسير بجهازه إلى حيث يحقق ما يقول أنها أهدافه، دون الخروج علينا بتبريرات مثل، الوزارة تحجب عنا المعلومات، المؤسسة لا تتعاون معنا، الشركة لم تقدم لنا البيانات..

على الهيئة أن تكافح كل الفساد وكل الفاسدين، بدون استثناء.