تكمن أهمية أنجولا في كونها ثاني أكبر دولة منتجة للنفط الخام في أفريقيا بعد نيجيريا، كما يُشكِّل القطاع عاملاً مهماً في اقتصادها، حيث يساوي 40% من الناتج المحلي الإجمالي، و95 % من حجم صادراتها.
وبحسب الأرقام، فإن الاحتياطيات النفطية المؤكدة لأنجولا هي بحدود 13 مليار برميل بزيادة نحو أربعة مليارات برميل عن تقديرات أوبك لأواخر 2012.
وتنتج أنجولا حالياً 1.7 مليون برميل من النفط يومياً، ويريد المسؤولون الوصول بالإنتاج إلى مليوني برميل بحلول 2015.. هذه الكمية من الإنتاج والتي تباطأت في السابق بسبب مشاكل فنية ساهمت في تسجيل نمو بحدود 6.8% سنة 2012. وتستهدف الدولة عدة مشاريع كبيرة في مجال قطاعات المواصلات والطاقة والبناء، وتواجه مشكلة كبيرة في الكهرباء إذ فقط 30% من السكان تتوفر لهم الكهرباء. ومن المقرر أن تنفق الدولة حوالي 13 مليار يورو حتى عام 2016 لتقوية إنتاج الكهرباء ورفعه من 1.200 إلى 5 آلاف ميجاوات.. وتُعتبر الكهرباء عاملاً مهماً وحيوياً وأساسياً، خصوصاً بالنسبة للعمل في مناجم الماس.
منذ عام، أطلقت أنجولا صندوقاً استثمارياً سيادياً من 5 مليارات دولار، بفضل عائدات النفط، وسيكون لدى الصندوق استثمارات خارجية في منتجات مالية مختلفة، وأيضاً حضور قوي داخل البلاد عبر مشاركته بمشاريع تطوير كبيرة من أجل تقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيس ووحيد لدخل البلاد. ومن أبرز استثمارات الصندوق في الداخل، إنشاء مدرسة فندقية، والتركيز على الشركات المتوسطة والصغيرة، ودعمها خصوصاً التي تعمل في مجال الزراعة والمواصلات، والتي لديها نشاطات في الكهرباء والمياه. شركة الوطنية للبترول سونانجول، يديرها مقربون من رئيس البلاد خوسيه سانتوس، وتدعم الصندوق بشكل مباشر. ولكن من دون الشفافية المطلوبة، ولذلك تراجعت أنجولا إلى المركز 157 من أصل 174 في ترتيب منظمة الشفافية الدولية للدول. وفي تحليل لإيرادات الدولة، وجد صندوق النقد الدولي مبلغاً بقيمة 3.2 مليار يورو ذهب إلى مكان آخر، والمستفيدون هم من النخبة الحاكمة.
وتُعتبر إيزابيل سانتوس الابنة الكبرى للرئيس أقوى وأغنى امرأة فى القارة السمراء، وتُقدر ثروتها بأكثر من 3 مليارات دولار حسب مجلة فوربس المتخصصة في رصد ثروات الأغنياء، مما يجعلها أول مليارديرة في أفريقيا، وتملك استثمارت عدة في الاتصالات السلكية واللا سلكية ووسائل الإعلام والتجزئة والتمويل وصناعة الطاقة سواء في أنجولا أو البرتغال التي كانت تستعمر أنجولا في السابق.
في أنجولا إيزابيل سانتوس هي من أهم أعضاء مجلس إدارة بنك BIC، وتمتلك حصة في البنك تصل إلى 25% وتقدر بحوالي 160 مليون دولار، وحصة أخرى فى شركة يونيتل، أكبر شركات المحمول في أنجولا، وتصل قيمتها إلى مليار دولار.
وبالنسبة لاستثماراتها في البرتغال، فقد زادت سانتوس حصتها فى شركة وسائل الإعلام البرتغالية إلى 28.8%. كما تمتلك 19.5% من بنك BPI ويُعتبر من أكبر البنوك فى البرتغال.
الوضع الغذائي في أنجولا دقيق أيضاً، حيث حوالي مليوني شخص لا يتوفر لهم الأمن الغذائي، و20% من الأطفال يموتون قبل عمر خمس سنوات، وأكثر من نصف المواطنين يعيشون تحت مستوى الفقر، ومتوسط العمر المتوقع هو عند 50 سنة. وترتفع كلفة الحياة بسبب استيراد الدولة معظم المنتجات الاستهلاكية ووصل معدل التضخم إلى حدود 11% وسجل 10.8% في سنة 2012 حسب صندوق النقد الدولي والذي يتوقع أن يتراجع إلى مستوى 8.6% السنة الحالية.