صدر الأسبوع الجاري، تقرير الوظائف الأمريكي الخاص بشهر سبتمبر، وهو بالنسبة للأسواق يُعد أهم تقرير على الإطلاق، ودائماً يكون التذبذب عالياً أو الحركة كبيرة عند الإعلان، ويحقق خلالها أحياناً المتداول الذي يعرف كيفية التعامل مع السوق أرباحاً كبيرة، وفي المقابل، يخسر أيضاً الكثير من المتعاملين الذين لا يتكيفون مع هذا التذبذب الحاصل، وبعد ربط الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة مع تحسن الاقتصاد، وبقائها عند مستوياتها المتدنية التاريخية عند 0.00% -0.25%، وبقاء العمل ببرنامج التيسير الكمي ما دامت معدلات البطالة فوق 6.5%.
يُذكر أنه حصل تأخير في موعد صدور التقرير لمدة أسبوعين، وهذه من المرات القليلة التي يحدث فيها ذلك، طبعاً مع التطورات التي حصلت بسبب الإغلاق الجزئي للمؤسسات الحكومية، ومع الأضرار التي كبّدها هذا الإغلاق والتي من المتوقع أن تؤثر على نتيجة الربع الأخير من السنة، وهناك من يقول إنه سيكلف النمو الأميركي 0.6% يوجد جو عام، بأنه لن يكون هناك تقليص من برنامج التيسير الكمي هذا العام، بعد البيانات التي صدرت عن البطالة الأميركية وسوق العمل الأمريكي. طبعاً هذا سيكون جيداً للذهب وسيئاً للدولار، وخصوصاً بعد الرقم المخيب للوظائف، والذي لم يتوقعه أحد من البنوك والمحللين، حيث جاء أقل بـ 34 ألف وظيفة، ولكن في المقابل، معدلات البطالة تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ 5 سنوات، ووصلت إلى 7.2% أي تقريباً في مرحلة الشهور الأخيرة من ولاية الرئيس السابق جورج بوش. طبعاً الحدث الأكبر والموعد الأهم أصبح في نهاية الشهر الجاري مع اجتماع الفدرالي، لنعرف ما إذا كانت اللجنة الفدرالية ستنتظر حتى مارس القادم للبدء في عملية التقليص.